العدد 2930
السبت 22 أكتوبر 2016
banner
كونغرس “الفيفا”.. هذه هي البحرين! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
السبت 22 أكتوبر 2016

لمن لا يعرف أو لم يسمع قط بمعنى كونغرس الفيفا، فهو اجتماع سنوي تعقده الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم والمعروف بالفيفا، ويكون عبارة عن اجتماع للهيئة التشريعية العليا بالفيفا يتم فيه وضع الخطط والإستراتيجيات الجديدة ومناقشة التقرير المالي السنوي واتخاذ بعض القرارات المهمة والحديث عن كل مستجدات كرة القدم بجميع أفرعها العادية والشاطئية والصالات، ويتم سنوياً اختيار بلد جديد لاستضافة هذا الحدث الرياضي الكبير وذلك بتصويت غالبية أعضاء الفيفا والممثلين لـ 209 اتحادات معترف بها ومنضوية تحت قبة الفيفا.
مملكة البحرين ورغم صغر حجمها ومساحتها على خارطة العالم، استطاعت أن تنال شرف استضافة كونغرس الفيفا في شهر مايو من العام المقبل وذلك بعد تصويت غالبية الأعضاء في الاجتماع الذي عُقد في زيوريخ قبل أيام، لتؤكد البحرين من جديد مكانتها الراسخة في قدرتها على استضافة أكبر الأحداث والتجمعات الرياضية الإقليمية والقارية والدولية؛ بفضل ما تحظى به من دعم ومساندة من القيادة، ومن جميع كبار مسيري الرياضة في البلاد.
مما لاشك فيه أن استضافة مثل هذا الحدث الرياضي الكبير هنا في المنامة مكسب كبير جداً للبحرين، وستكون لها انعكاسات إيجابية كثيرة على سمعة الوطن، إذ سيسهم هذا الحدث في تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية للبلد، وسيبرز اسم البحرين إعلامياً، وستكون محط أنظار العالم، وسيعزز مكانتها دولياً على صعيد كل النواحي، وليست الرياضية منها فحسب.
ليعلم الجميع بأن اختيار البحرين لاستضافة كونغرس الفيفا لم يأت من فراغ ولم يكن بالصدفة أو بالمحاباة، إنما تم اختيارها وفقاً لمعايير عدة يتم فيها منح الأحقية للبلد المستضيف لهذا الحدث وذلك بعد مشاورات بين أعضاء الفيفا على الحيثيات كافة، فالمعايير تشترط أن يمتلك البلد المستضيف لكونغرس الفيفا الإمكانات البشرية كافة وجهوزية البنية التحتية وامتلاك البلد للخبرة في تنظيم واستضافة الأحداث الكبيرة، وهذه المعايير جاءت مطابقة تماماً لما تمتلكه البحرين ولذلك تم منحها كامل الثقة للاستضافة!
ولا يجب أن ننسى في هذا المقام الدور الكبير الذي لعبه رئيس الاتحاد الآسيوي البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة في منح أعضاء الفيفا ثقتهم الكاملة في البحرين لاستضافة الكونغرس، فقد كان "لبوعيسى" دور رئيس في وضع اسم البحرين عالياً في المكانة الرياضية الدولية من خلال تنصيبه رئيساً لأكبر اتحاد قاري في العالم مما أسهم في تقوية علاقات البحرين مع مختلف الأقطاب الرياضية العالمية.
وقبل الختام يجب أن ننوه إلى أن فرحة استضافة هذا المحفل الرياضي يجب ألا يتعكر صفوها بالحديث الذي لن يسمن ولن يغني من جوع حول زيارة الوفد الإسرائيلي للبلد لحضور هذا الكونغرس، فحضور الوفد الإسرائيلي للبحرين لن يكون بدعوة حبيّة من أصحاب القرار في البلد، إنما سيكون حضورهم بسبب واقع مفروض على البحرين، ويجب الانصياع له رغم مرارته، فإسرائيل تعتبر عضوا رئيسا في اتحاد الفيفا، ولا يمكن للبلد المستضيف للكونغرس أن يمنع أي وفد من دخول أراضيه طالما قَبِلَ بالاستضافة. وفي كل الأحوال الحلوة منها والمّرة، فإن كونغرس الفيفا لن يتم النقاش فيه حول قضايا سياسية شائكة حتى نغضب من الوجود الإسرائيلي على الأراضي البحرينية. ولكل من يحاول الاصطياد في الماء العكر أو تعكير الماء نفسه للاصطياد فيه، عليه أن يتذكر دائماً أن فلسطين التي اغتصبتها إسرائيل سياسياً طالبت بالعام 2013 باستضافة الكونغرس نفسه، وهي على علم بأنها ستكون خانعة لاستقبال مغتصبيها على أراضيها، فشتان بين موقف البحرين وموقف فلسطين مع إسرائيل!
ولا يسعني في الختام إلا أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للقيادة ولشعب البحرين الوفي على هذا الإنجاز الكبير لمملكتنا العزيزة، وكلنا ثقة بأن أبناء هذا البلد قادرون على إنجاح هذا المحفل الرياضي الكبير بكل اقتدار وكفاءة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .