العدد 2383
الجمعة 24 أبريل 2015
banner
الشامبينزليغ... للكبار فقط! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الجمعة 24 أبريل 2015

كما كان متوقعاً، حسمت الأندية الكبيرة تأهلها للدور النصف نهائي لدوري الأبطال، وأبطلت مفعول المفاجآت التي كانت فرص حدوثها واردة ومتاحة بقوة، وأعلن كل من الغريمين التقليديين ريال مدريد وبرشلونة تأهلهما بجانب بايرن ميونيخ ويوفنتوس الذي يعود مجدداً لكتابة التاريخ بعد غيابٍ طويل دام لـ 12 سنة عن آخر تواجد في المربع الذهبي، لتكون الجماهير المتابعة للبطولة عن كثب على موعد شيق سيكون مليئا بالإثارة والمتعة بسبب أن الفرق المتأهلة تعتبر الأقوى في أوروبا حاليا وإلا لم تكن تصل لهذه المرحلة الحاسمة من البطولة!
وبتحليل دقيق لمجريات دور الثمانية، سنجد أن برشلونة كان الأقوى على الإطلاق من بين جميع الفرق المتأهلة بسبب الأداء القوي جداً الذي قدمه الفريق الكاتلوني، والذي توجه بانتصار مستحق ذهاباً وإياباً على منافس قوي وأحد المراهنين على الذهاب بعيداً في البطولة باريس سان جيرمان حتى وإن كانت الظروف قد خدمت برشلونة نوعاً ما بسبب النقص المؤثر في صفوف الفريق الفرنسي، لكن الأداء العام للمباراتين كشف الفوارق الفنية الكبيرة بين الفريقين وعجز فريق “الأمراء” على مجاراة كتيبة انريكي، ولا يعود ذلك بسبب النقص العددي بقدر ما هو خضوع لقيمة وشخصية برشلونة القوية، وقد أكد ذلك النجم إبراهيموفيتش بنفسه عندما أشار للحديث بواقعية، معتبراً أن برشلونة أقوى بكثير من البي اس جي حتى وإن لعب بكامل الصفوف، بل ذهب لأبعد من ذلك ورشح البرشا لخطف اللقب الأوروبي!
حامل اللقب ريال مدريد أكد مجددا علو كعبه على أتليتكو مدريد أوروبيا، وأثبت أن عقدة “الروخي بلانكوس” لا تتجاوز النطاق المحلي فقط وذلك عندما انتزع بطاقة العبور بهدف ثمين ومتأخر جداً في مباراة صعبة حبست أنفاس عشاق الفريق الملكي لفترات طويلة. وبكل تأكيد يُحسب هذا الفوز للمدرب القدير أنشيلوتي الذي وضع الخطة المناسبة والتكتيك اللازم؛ للحد من خطورة فريق المدرب سيميوني ومحاصرته في ملعبه في فترات كثيرة من المباراة رغم النقص الكبير في صفوف الفريق الملكي، خصوصاً وأن العديد من المؤشرات قد تغيرت قبل انطلاق المباراة ورجحت كفة أتليتكو لتجاوز الريال بسبب افتقاده لـ 4 لاعبين أساسيين ومهمين مما كان قد يؤثر على التركيبة النهائية لشكل الفريق داخل الملعب!
بينما أكد بايرن ميوينخ أن بطولة الشامبينزليغ البقاء فيها يكون للأقوى فقط عندما لقن بورتو درساً لن ينساه في فنونه اللعبة واكتسحه بستة أهداف لهدف ليرد الصاع صاعين بعد هزيمته في البرتغال 3-1. ويُحسب للمدرب الإسباني غارديولا تحضيره الذهني للاعبين، حيث كان لاعبو البايرن بوضعية مثالية وجاهزية تامة لخوض اللقاء، واللافت في الموضوع أن غاريودلا منذ أن تولى تدريب برشلونة حتى توليه قيادة البايرن وصل للدور النصف نهائي فيها جميعها، وهذا ما يؤكد أن “بيبي” مدرب خارق للعادة ويمتلك نظرة ثاقبة جداً لا يمكن التشكيك فيها.
يوفنتوس تأهل للمرة الأولى منذ 12 عاما بقيادة المدرب اليغري الذي نجح بمهمته بسبب واقعتيه المطلقة واللعب بحسب قدرات فريقه التي تحتاج تقوية؛ حتى تستطيع مقارعة كبار أوروبا، لكن في الحقيقة يوفنتوس كان محظوظاً نوعاً ما في التأهل، حيث لم يقدم المستوى المطلوب لفريق يريد الوصول لأبعد نقطة في البطولة خصوصاً وأن المنافس “موناكو” يعتبر الأضعف بين الثمانية المتأهلين، وأقولها بكل صراحة، لو كان موناكو أكثر تمرساً ويمتلك لاعبين أقوى مهارياً لكان من الصعب جداً أن يلحق اليوفي بركب الكبار!
ثمة مؤشرات كثيرة تدعو لأن تكون هذه البطولة واحدة من أقوى البطولات فنياً مقارنةً بالبطولات الأخيرة، فيكفي أن يكون الرباعي المتأهل كلهم أبطالا سابقين حملوا شرف الفوز باللقب، وكان آخرهم مدريد في الموسم الماضي، لكن وبحسب القراءة الفنية للفرق الأربعة المتنافسة سيكون برشلونة المرشح الأبرز للفوز باللقب متفوق نسبياً على بايرن ميوينخ الذي سيكون أكبر المتنافسين على خطف اللقب من برشلونة، في حين ستكون حظوظ الريال أقل من برشلونة والبايرن، بينما يوفنتوس سيكون الحلقة الأضعف ومن الصعوبة جداً أن يتمكن من الفوز باللقب!
لكن كل ما ذكرناه لا يعدو كونه توقعات مبنية على بعض المعطيات والفنيات وليس بالضرورة أن تصيب، فمثلاً، استبعد فوز اليوفي باللقب، لكن كلما تذكرت أن تشيلسي خطف لقب 2012 من الثلاثي نفسه (الريال، برشلونة والبايرن)، كلما أعدت حساباتي وبدأت من نقطة الصفر!
* القرعة
ستقام اليوم مراسم سحب قرعة الدور النصف نهائي في زيورخ والجميع بات متلهفاً لمعرفة ما ستسفر عنه القرعة من نتائج، ومن خلال تصريحات عدة من مدربين ولاعبين عدة لا تبدو التوجهات متشابهة، فمثلاً غارديولا صرح بعدم رغبته برؤية ميسي كعدو بعد أن كان صديقاً حميماً، بينما يتمنى سواريز ألا يقابل كليني حتى لا تُسنح فرصة عضه مجدداً!
وبنظرة معمقة لرغبات الفرق في القرعة، ستكون أنظار برشلونة والريال والبايرن كلها مسلطة على يوفنتوس باعتباره الحلقة الأضعف في المربع، وبالتالي الجميع يريد مواجهته حتماً حتى تكون المهمة أسهل نسبياً في الطريق للنهائي. في حين ستفضل السيدة العجوز مقارعة ريال مدريد أكثر من مواجهة برشلونة أو البايرن باعتبار أن الريال أقل قوةً منهما!
وبعد كل هذا وذاك.. يجب عدم إغفال جانب مهم جداً، أن في هذه المرحلة المتقدمة من البطولة تسقط كل الحسابات، واللقب بإمكانه ان يتأرجح بين الأربعة، فلا يمكن استثناء فريق من الفوز باللقب، وهو من بين الأربعة الكبار في البطولة بحسب منطق “المجنونة”!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية