العدد 2458
الأربعاء 08 يوليو 2015
banner
حتى لا تكون صلاة سياسية أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 08 يوليو 2015

هل عرفنا الآن فقط قيمة الأمن؟ يقول الروائي الأميركي جون شتاينبيك «نقضي وقتنا في البحث عن الأمن ثم نمقته إذا ما حصلنا عليه».
لقد كنا في أمن وأمان وكانت البحرين جميلة ورائعة بأمنها واستقرارها ومضرب الأمثال بين الدول في الاستقرار وبإذن الله ستبقى دائماً بأمن وهذا ما يغضب من لا يريد لها الاستقرار وتعرفون من هم.
تريدون الحقيقة أم التزييف؟ تريدون الواقع أم الخيال؟ تريدون الصراحة أم النفاق؟ وأخيراً تريدون صلاة سياسة وراءها مجرد مناسبة وتنقضي أم عودة للحياة الطبيعية؟ إذا كانت الصلاة مجرد مناسبة عاطفية وبعدها سوف يستمر الإرهاب والتخريب والعنف وسد الشوارع وإغلاق القرى ومهاجمة رجال الأمن فأنا أقول لست مع صلاة عاطفية في ضوء ما جرى في الكويت.
أما الحقيقة والصراحة فهي الأمن والأمان والاستقرار، هذا ما تحتاجه البلد، لماذا الصلاة في ظل الخوف ولماذا الصلاة خشية التفجير؟ ولماذا الصلاة عندما يقع تهديد خارجي ولم نر من يدعو للصلاة خلال خمس سنوات من الإرهاب المحلي والعنف واستشهاد رجال الأمن، إذا كنا نريد الأمن، والصلاة جاءت من أجل الأمن، فليكن الأمن للجميع وليكن رجل الأمن في حماية المجتمع كله لا أن يهاجم رجل الأمن ويعتدى عليه ويحرض من يحرض ثم نطلب الحماية من رجل الأمن؟
الأخلاق بلا دين أفضل من الدين بلا أخلاق، مقولة قد تستفز البعض ولكن لو تأملناها جلياً لوجدنا ان هناك أمما قامت وانهارت في ضوء هذه المقولة وأمما فقدت حضاراتها وسقطت وأمما نهضت وتربعت على عرش العالم من منطلق الفهم لهذه العبارة ودعونا نسأل... هل برئ الجرح؟
حتى نصحح خطواتنا ونبتعد عن المظاهر والمناسبات التي تأتي وتذهب مثل الريح، علينا أن نستيقظ، لنعود الى الجذور وننبش أين كانت الفتنة ومن أيقظها ولماذا وما الهدف؟ إنها أسئلة لو تأملناها لوجدنا شبكة خطوط القوى الشريرة مازالت تعبث بهذا البلد وهي التي تحفر لنا خريطة التقسيم، وأي تقسيم في هذا البلد الصغير الآمن عبر العصور والسنين؟ كلنا بشر على هذه الأرض وكلنا نجوم هذه السماء، فلماذا الفرقة ولماذا الجرح بيننا؟ ولكن للأسف الشديد من يعبث بنا مصر على عبثه بل مصر على الاستمرار، وبدل الاعتذار والعودة ذهبوا بعيداً في نسف الجسور في الوقت الذي يتحدثون فيه عن مد الجسور.
يا سادة لا نريد شعارات عاطفية ولا مناسبات عابرة ولا مظاهر كاذبة، تريدون أن تبدأوا، نعرف الطريق ونعرف المطلوب، وقف التحريض والإرهاب المحلي الذي بدأ بمؤامرة فبراير 2011 ومازال وصدقوني لا تتعبوا أنفسكم في مناسبات وصلوات وخطب رنانة، من يتآمر على هذا البلد يضحك علينا وعلى صلاتنا لأنه مدرك أنه يستهدف البلد والنظام.
مازال الوقت فيه أوان للعودة للعقل واللحمة الواحدة التي كنا عليها ولم تفت الفرصة على استعادة الحياة واستعادة التاريخ والموروث الذي احتوانا عبر العصور، ولكن بالعودة للواقع وليس الخيال والشطح والجري وراء المناسبات، أنا أحترم وأقدر كل سعي لأجل سلامة وأمن هذا البلد وأهله ولكن أريد أن يكون هذا السعي حميدا وراءه النية الصافية البعيدة عن السياسة، فمتى ما دخلت السياسة بيتاً دمرته وبلداً نسفته.
خلاصة القول حتى لا أطيل عليكم، نريد صوتكم ضد العنف والتخريب، نريد وقفتكم الواحدة ضد الارهاب الذي نعرف مصدره؟ نريد فزعتكم مع رجال الأمن لفرض الاستقرار ولا نريد شعارات ولا خطبا رنانة ولا مناسبات تمضي مع الوقت ونعود للشوارع مسدودة والممتلكات مدمرة والبشر مهددون والاقتصاد معطل، تريدون الصلاة لأجل الوطن صلوا في قلوبكم ولكن انطقوا بلسانكم ضد التحريض والإرهاب، هذه زبدة القول وبارك الله فيكم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .