العدد 2234
الأربعاء 26 نوفمبر 2014
banner
بحاجة لمستشفى مجانين أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 26 نوفمبر 2014

قال لي محدثي وهو من بلد عربي جاء يغطي الاستحقاق الانتخابي “ما يسمى بالمعارضة عندكم بحاجة لمستشفى نفسي كبير يحتويهم لعل ذلك يعيد لهم توازنهم ويدركون أنهم يعيشون في البحرين بدلاً من الحلم بدولة تشبه إيران لا يوجد فيها ما يعيش الإنسان من أجله”.
هذا الكلام البليغ للحالة التي وصل إليها هؤلاء المدعون بالديمقراطية ورأينا انحدارهم وصل حد فقدان العقل والتغريد في وادٍ مهجور تسكنه الغربان والعناكب فكل ما يقومون به وكل ما يفعلونه خارج المكان والزمان، وفي هذه الحالة لا أملك سوى أن أقول للدولة ان تمضي في طريق العمل والبناء والتنمية وتجاوز المرحلة السياسية التي تراخينا فيها ومنحنا هؤلاء الكثير من الفرص الضائعة على حساب الوطن، لابد أن نمضي كما كنا في الماضي نبني ونعمر ولا نلتفت للسياسة التي دمرت ما أنجزناه في السنين الماضية.
في أكثر من مناسبة حدد سمو رئيس الوزراء حفظه الله معالم الطريق بالتأكيد على أن البحرين ليس أمامها سوى طريق الاعتماد على النفس من خلال شعبها وعلى التنمية والبناء مع الإصرار على السير في تطبيق القوانين على كل مخالف وهذا كفيل بوضع البلاد على طريق التعافي.
شعب لا يستفيد من تجاربه ولا يتعلم من الدروس من المؤكد أنه شعب سيعاني كثيرا، يجب أن نتعلم من الدروس التي مرت علينا، وتجعلنا نزداد قوة على العمل الجماعي.
انتهينا من الانتخابات وانتهينا من إهدار الوقت والدعاية ولن نعود لحوارات مضيعة للجهد والوقت حان الوقت للمضي قدماً في طريق التعمير واستعادة مكانة البحرين التي كدنا نفقدها بسبب الرهان على هؤلاء الذين بدلاً من الاستماع لهم يجب توفير مستشفى نفسي لهم.
أستطيع القول إن البحرين اليوم هي  البحرين المتعافية، قائمة على قواعد وأسس من المنجزات التي تحققت طوال المواقف المشرفة للمواطنين التي دفعت الضرر المتربص بالوطن، ما يحدث في البحرين مؤامرة تنفذها قلة قليلة هدفها تقسيم الوطن ولا علاقة لها لا بمعارضة ولا ببطيخ ومن هنا علينا إتاحة الفرصة لكل من يريد ان يبني ويخدم الوطن واستثناء كل من يريد الشر للوطن وأهله، هذا يتجسد في مصلحة حماية الوطن، وعلى الدولة بقراراتها الصائبة والحاسمة أن تمضي قدماً كما كنا في الماضي وخلق شعور لدى المواطن بوجود الدولة معه ومع مشاعره الوطنية وليس في مكان آخر! نغازل فيه أعداء البحرين في الداخل ممن لا يريدون رؤيتها متعافية لأنها تغيظهم وتحرق قلوبهم وهم يتأملون الدولة الصغيرة الحجم الكبيرة الإرادة تشق طريقها بين الدول تعميراً وبناء وحرية وإعمارا وقد قلبت هذه الرؤية الموازين وأقنعت العالم والدول والمنظمات بما يجري في هذه الجزيرة من عمل جاد على مختلف الأصعدة، ولهذا بدا للذين غيروا مواقفهم من البحرين وأعادوا قراءة الخريطة من جديد أن كل الأكاذيب والافتراءات والتعتيم خدم البحرين وألحق الضرر بهم حينما خسروا كل ركيزتهم عند الدول والمنظمات الخارجية بعد أن شهد العالم حركة البناء والتعمير وإطلاق الطاقات والإبداعات للإنسان البحريني وقد تجاوز المحنة وتجاوز المؤامرة وأعاد للبحرين بهاءها وبريقها الذي كانت عليه خلال السنين الماضية وهو البناء الوطني الصلب القائم عل قاعدة راسخة من التجربة والخبرة التي يقف وراءها رجال بخلفية تاريخية وركيزة ثابتة من الخبرة التي شهد بها العالم.
لماذا خدع العالم في البداية وصدق الأكاذيب وما لبث أن عاد للحقيقة الراسخة التي أعادت الثقة للبحرين بأكثر مما كانت عليه من قبل الأزمة؟
لأن البناء لا يمكن إخفاؤه والتخريب والتدمير يمكن اكتشافه، والكذب يمكن أن يمر ولفترة ولكنه لا يستمر، فكما قيل منذ القدم حبل الكذب قصير وما أقصره في البحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية