العدد 2108
الأربعاء 23 يوليو 2014
banner
أكثر ما يزعج إيران وأميركا أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 23 يوليو 2014

أكثر ما يزعج إيران بروز الدور المصري على الساحة الإقليمية، بل وأكثر ما يغيض أميركا وبيتها الأبيض رؤيتهم مصر وقد عادت دولة قوية بجيش قوي مهيب ورئاسة صلبة لا تلتفت لهرطقات رئيس أمريكا الذي اعتاد على توجيه النصائح والإرشادات على رؤساء الدول. أما أكثر ما يزعج إيران وأمريكا معاً رؤيتهما لكل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية تنسجمان في السياسة وتعملان معاً ضمن إستراتيجية واحدة تقوم على حماية أمن المنطقة لذلك نرى الدور الإيراني منذ عودة المارد المصري، وقد بدأ في الأفول، ولم تعد له ساحة يلعب فيها مؤقتاً سوى بيروت وبغداد ودمشق، وهذه الدول لديها من المشكلات والمعاناة والمتطلبات المالية والإفلاس ما يجعل عبئها على إيران أسوأ بكثير من أي فائدة ترجوها طهران من وجود هذه الدول معها حتى أن البعض يتمنى إطالة أمد اعتماد هذه الدول الثلاث على طهران لإفلاس الخزينة الإيرانية أكثر مما هي مفلسة اليوم.
من هنا، نجد مدى الرعب الذي يسببه ذكر الاتحاد الخليجي لإيران ولأزلامها في المنطقة، وقد دفع ذلك بوسائل الإعلام المحسوبة على الولي الفقيه للضرب ليل نهار في موضوع الاتحاد الخليجي، بل إن إيران وظفت للأسف الشديد بعض أزلامها في دول خليجية معروفة بتحفظاتها تجاه الاتحاد، وهما دولتان تعرفونهما جيداً إلى حمل سلاح القلم وصب سمومهم على بقية دول مجلس التعاون وخاصة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة حتى أن قنوات فضائية وجرائد محسوبة على الإعلام الخليجي لا تترك فرصة إلا وتجرح في الدول الثلاث، وبالتالي تكشف هذه الحملة كيف يشعر أعداء الاتحاد بالخوف من مجرد ذكر الاتحاد، وهذا ما يجب أن يصل لأهلنا في دول مجلس التعاون ليضغطوا على قادتهم للتحرك وتحقيق حلم وطموح شعب المنطقة في الاتحاد.
عندما أطلق خادم الحرمين الشريفين مبادرته قبل أكثر من عام حول الاتحاد كان يدرك توقيت هذه المبادرة وأهميتها في هذه المرحلة التي يمر بها العالم والمنطقة الإقليمية والأخطار والتحديات، وكان يؤمن -بومتعب حفظه الله- بأن الاتحاد هو مصير دول مجلس التعاون عاجلاً أم آجلاً، لكنه بادر في هذا التوقيت؛ لأنه رأى بحكمة الشيوخ ورؤية خادم الحرمين ومسئوليته التاريخية أمام شعبه الخليجي بأن الوقت قد حان لتحقيق الحلم، فالمنطقة على كف عفريت، والأخطار والتحديات كثيرة، ولكن والحمدلله جاءت كل التطورات الأخيرة لتصب إيجابياً لصالح أمن واستقرار المنطقة ومن علامات هذه الإيجابية فشل واندحار مشروع أمريكا التخريبي ربيع الزفت وانتصار إرادة مصر العربية التي عادت قوية صلبة لتقف مع جيرانها العرب وخاصة في المنطقة الخليجية واندحار أحلام الولي الفقيه وإفلاسه وتراجع طموحاته التوسعية بفشل مشروعه في العراق ويوشك على خسارة سوريا ولبنان، وبالتالي كل الأمور تبشر بخير للمنطقة شرط أن يدرك قادة المنطقة أنفسهم مصلحتهم ومصلحة دولهم وشعوبهم أين تكمن وليت الأخوة في كل من الدوحة وعُمان يستوعبان هذه التطورات ويلتحقان بأهليهم في المنطقة قبل فوات الأوان عندهم.
إن التكامل الخليجي المصري واستعادة بعض الدول لعافيتها بعد الفوضى التي عمت المنطقة بسبب ربيع الدم الأمريكي سوف يدفع بالمنطقة إلى استعادة عافيتها بالكامل ودحر المؤامرات الإيرانية الأمريكية الخبيثة، شريطة أن يدرك البعض في المنطقة مصلحتهم العليا أين تكمن، وألا تستمر المحاولات الملتوية في تجاهل المخاطر المحدقة بالمنطقة، فيأتي البعض منا ويوظف أمواله وإعلامه ضد مصلحة أهله، كما نرى الآن مع الأسف الشديد في التوجهات القطرية والعمانية التي تغرد خارج السرب القومي.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .