العدد 2785
الإثنين 30 مايو 2016
banner
تداعيات التغيرات الداخلية بأضلاع مثلث الإقليم فادي عيد
فادي عيد
الإثنين 30 مايو 2016


بتل أبيب يطيح بنيامين نتينياهو بوزير احتلاله موشيه يعالون بعد صدمات حادة بينهم ليأتي بأفيغدور ليبرمان الذي قال عنه نتنياهو سابقا “انه لا يصلح ان يكون محللا عسكريا من الاساس وليس قائدا للجيش الاسرائيلي” لكي يرفع بتلك الخطوة من كان حارس ملهى ليلي بروسيا قبل ان يكون الرجل الاول بجيش الاحتلال درجة التطرف داخل اسرائيل بجيشها ومجتمعها المدني الى حد خطير في ظل تصديق لجنة شاكيد المنبثقة من لجنة يعاكوف بيري على قانون تطبيق التجنيد الاجباري على طلاب المعاهد الدينية والحريديم المتشددين منذ عامين، والتي ستطبق من العام المقبل، وبهذا ينحي نتنياهو آخر صوت كان يتعارض مع صوته النشاز ويصبح ليبرمان خيال مأتة ترعب كل عصافير الداخل الاسرائيلي بحقل نتنياهو السياسي، أو كل الاطراف الخارجية وفي مقدمتها الجيل الجديد من الانتفاضة الفلسطينية، ثم الاطراف الاوروبية المهتمة بالسلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وفي مقدمتهم فرنسا التي صدمها نتنياهو مجددا بعد ان أكد لنظيره الفرنسي أنه لن يجلس مع أبومازن بأية شروط مسبقة وأن لقاء باريس القادم الذي سيجمع الطرفين سيكون للصور التذكارية فقط.
وبأنقرة السلطان أردوغان الأول يطيح بالفيلسوف داوود اوغلو بعد ان نزع منه كل صلاحياته كرئيس للحزب بعدم امكانية اوغلو تعيين رؤساء افرع الحزب بالولايات التركية، وكرئيس للوزراء بعد ان بات اردوغان هو من يدير اجتماعات مجلس الوزراء، وتحويل نظام الدولة من برلماني الى رئاسي في ظل تصفية البرلمان التركي من معارضي أردوغان بعد رفع الحصانة عن 138 نائبا تمهيدا لمحاكمتهم في قائمة تشمل كل نواب المعارضة وبمقدمتهم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، ولأن بعض النواب شعروا بأن ساعة التصفية الجسدية باتت وشيكة بعد التصفية السياسية هرب كل من فيصل ساري يلدز النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي بولاية شرناق وطوبى هزير النائب عن الحزب ذاته بولاية فان إلى أوروبا.
ثم جاء أردوغان بصديقه القديم بن علي يلدرم رجل المرحلة الحالية التي ستبدأ رسميا بتغيير دستور البلاد، فبعد مدح ميركل أوغلو أثناء المباحثات بين تركيا والاتحاد الاوروبي بخصوص أزمة اللاجئين حتى لقب أوغلو برجل أوروبا المفضل في الوقت الذي اطلقت فيه برلين صحفها وإعلامها للنيل والتنكيل بأردوغان كان امام الأخير خيار واحد فقط وهو إقصاء أوغلو من المشهد تماما.
وبطهران وفي ظل الحرب الصامتة بين جناح علي خامئني وفريق حسن روحاني، يأتي صاحب التسعين عاما المتشدد أحمد جنتي لرئاسة مجلس خبراء القيادة وهو من يترأس لجنة صيانة الدستور المكلفة بالاشراف على الانتخابات والتثبت من مطابقة القوانين التي يقرها البرلمان للدستور وتعاليم الاسلام، بعد أن خاض الاصلاحيون والمعتدلون من انصار الرئيس الحالي حسن روحاني والرئيس السابق اكبر هامشي رفسنجاني وكلاهما أعضاء بالمجلس حملة شرسة لإعادة انتخاب آية الله اميني وقطع الطريق على جنتي، ولكن تأتي الرياح بما يشتهي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية صاحب الستة والسبعين عاما، ولمن لا يعرف ماهية مجلس خبراء القيادة فهي الهيئة الأكثر نفوذا داخل الدولة الايرانية، وفي ظل الحالة الصحية للمرشد الأعلى آية الله علي خامئني فسيكون لها دور كبير فى بيت القرار الايراني بعد ان طلب خامئني مؤخرا من اعضاء المجلس تبني الحلول الثورية دائما، والعمل على تصدير الثورة الاسلامية لباقي دول المنطقة. فيبدو ان موجات ملالي طهران لن تتوقف على شامنا ويمننا فقط، في ظل شراء الحرس الثوري الايراني العديد من الاراضي والعقارات بسوريا على غرار ما حاول القيام به بالبحرين.
حقيقة الأمر من يتأمل جيدا اضلاع مثلث الاقليم (إسرئيل، تركيا، إيران) سيجد ان السلطوية والديكتاتورية وصلت الى ذروتها، وأن صوت أصحاب النزعة الُهجومية بكل تصرفاتهم وقراراتهم سيعلو على صوت العقل بناطحات سحاب، وأننا بصدد موجات تطرف سياسية وفكرية وعقائدية وعسكرية بالاقليم قد تفوق قوتها موجات النبضة الكهرومغناطيسية بمراحل. إيلاف.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية