العدد 2015
الإثنين 21 أبريل 2014
banner
الحرب الخليجية الثالثة فادي عيد
فادي عيد
الإثنين 21 أبريل 2014

كما خصص نواب حزب العدالة والتنمية التركي جلسات برلمان 2003م لتأييد الغزو الأميركي على العراق، وفتح المجال الجوي التركي للمقاتلات الأميركية المنطلقة من قواعدها العسكرية فى انجرليك وسيونوب، وتأمين عمليات إنزال القوات الأميركية على الحدود العراقية التركية، ثم دور تركيا فى تنفيذ خطة “تركيع العراق” وإتمام مشاريع “سدود نهر الفرات” ومشاريع “سدود الغاب” الذي يشمل أكثر من 20 سدا مدعوما من سبعة وستين شركة إسرائيلية، بجانب شراء اسرائيل أراض على ضفاف نهر مناوغات، وهو نفس الأمر الذي يتكرر ضد مصر الآن عبر مشروع “سد النهضة الأثيوبي” كذلك خصص نواب حزب العدالة والتنمية اولى جلسات البرلمان الجديد للهجوم على مصر، وجاءت أولى تصريحات “أردوغان” سبا وقذفا في القضاء المصري، ثم عاد العثماني التعيس ليدخل في اتفاق جديد مع حاكم قطر في محاولة لكسر الحصار المفروض عليها وكمحاولة جديدة لخروج العثماني بأي مكسب في الشرق الاوسط، فكما قدم كل شيء للولايات المتحدة في الجيل الثالث من الحروب وحصدت ايران وحدها المكاسب، تكرر نفس الامر في الجيل الرابع من الحروب وخرج العثماني خالي اليدين.
بداية جاء استخدام تركيا كأداة لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد عام 2004م عندما عقد حلف الناتو اجتماعا باسطنبول وأعلن قادة الحلف عن مبادرة اسمها “تركيا والشرق الأوسط الجديد” وتم تحديد دور تركيا في الخارطة الجديدة للمنطقة ورسم النفوذ العثماني بها، وكيفية تصدير صورة اعلامية عالمية جيدة عن الاسلاميين في تركيا وهو ما قامت بة قناة الجزيرة على مدار السنين السابقة من تلميع لحكومة حزب العدالة والتنمية.
والآن بدأت قناة الجزيرة القطرية وقناة TRT التركية في اتباع منهج جديد بعد اعداد العديد من الكوادر الاعلامية في الشرق او الغرب المحسوبة على التنظيم الدولي لجماعة الاخوان بعد تزويدهم ببرامج تدريبية وأفلام وثائقية جديدة تبرز للعالم ان ما حدث في مصر هو انقلاب وأن ائتلاف 14 فبراير وسرايا الأشتر حركات سياسية سلمية وأن معتقلي جماعة الإخوان بالكويت والإمارات قمع للحريات وضد الديمقراطية، وهذا ما تم اعتماده في مؤتمر “العالم في ظل الانقلاب على إرادة الشعوب” الذي اشرف على تنظيمه المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين بالمشاركة مع منتدى المفكرين المسلمين- كلاهما محسوب على جماعة الاخوان وقيادات حزب العدالة والتنمية ومندوبين من 200 منظمة من مختلف الدول العربية والاسلامية تابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان.
وبعد أن أنشأت قطر مركز “SITA” للدراسات بتركيا الذي يقوم بإعداد كوادر الإخوان السياسية والاعلامية من مختلف دول الخليج ومصر.
فمن الواضح من تحركات “أردوغان” الحالية أن الاشارة قد خرجت من البيت الأبيض لتنفيذ الحرب الخليجية الثالثة التي يكون فيها طرفا الصراع الانظمة الحاكمة وشعوبها كاستمرار لتنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة في الاقليم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية