العدد 2019
الجمعة 25 أبريل 2014
banner
يا مالكي.. السعودية لا تلتفت إلى عويل الضباع
في الصميم
الجمعة 25 أبريل 2014

يبدو أن نوري المالكي تراءت له مخيلته جراء تعاطيه حبوب الهلوسة بسبب ضغط الانتخابات العراقية التي من المتوقع أن يخسرها 100 % بلا أدنى شك، إن المملكة العربية السعودية ممكن أن تكون الشماعة التي يعلق عليها فشله الذي يلازمه كظله، حتى صار قريناً له، ونسي الفرق الشاسع بين الثرى والثريا.
فمن هوان الأقدار أن بياع السبح والخرز ودواء الحمام والنعل الذي يتحكم في رقاب العراقيين، ويرأس أفسد حكومة في العالم بشهادة المنظمات الدولية، يظن في نفسه زعيماً بحق فيما هو في حقيقة الأمر كاريزما من ورق “التواليت”، فيتطاول على أسياده العرب وآخرها خطابه الذي يتهجم فيه على المملكة العربية السعودية في إطار طائفي مقيت تشي بنَفَسٍ “فارسي” وسياسة حمقاء جرَّت على العراق الويلات والنكبات.
مَن يصدق أن مثل هذا المالكي يمكن أن يحكم العراق ويفرسن بغداد الرشيد ويجعله بكل تاريخه وحضارته وإمكاناته، تابعا يدور في فلك إيران، دون مراعاة لتاريخه الإسلامي الكبير وكونه أحد مصادر الثقافة والإشعاع الحضاري في العالم على مدار التاريخ البشري..
من غباء المالكي كعادته أيضاً، وقلة معرفته السياسية وضيق أفقه السياسي، والذي اعتاد ومنذ توليه الرئاسة العراقية، مهاجمة الدول المحيطة به تارة، وتوجيه الاتهامات لخصومه الداخليين تارة أخرى كلما تزايد فشل حكومته، أن نسي جهود المملكة ووقفتها الجريئة والحازمة في وجه الجماعات الإرهابية سواء داخل السعودية أو في البحرين واليمن وليبيا ومصر وغيرها، ولعل أحدثها قرارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بمعاقبة وتجريم كل مواطن سعودي يشارك في أي أعمال قتال خارج حدود المملكة، مهما كانت المبررات والذرائع والأسباب، إضافة إلى اعتبار جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الله، وجماعة الحوثيين، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، وجبهة النصرة، وقبل كل هؤلاء تنظيم “القاعدة” كتنظيمات إرهابية، فيما المالكي نفسه لا يخجل من التباهي والتصريح بالعلن وبكل طائفية مقيتة من تقديم الدعم والإسناد لنظام القتلة في دمشق، ويوصل الأسلحة والإمدادات الإيرانية إلى دمشق لذبح الشعب السوري هناك، ويدعم نظام حزب البعث في سوريا، بينما يلاحق أهل السنة في العراق بحجة أنهم بعثيون ويغتالهم ويعتقلهم ويعذبهم.
لقد أعطى المالكي المحكوم بالهواجس النفعيّة الدليل القاطع بأنه ليس مصابا بداء الغباء فحسب، بل وبالجهل أيضا، فهو لم يقرأ في حياته تاريخ آل سعود المعطر بعبق البطولات والإباء والصمود ونصرة المظلوم ومساندة ودعم أشقائها العرب والمسلمين في دول العالم؛ ذلك لأن عقله العقيم وتفكيره الضيق مشغول بعبوديته لإيران وتقبيل أقدام أسياده في “قم” والفساد والنهب والسرقة، التي اتسع خرقها الانتهازي على الراتق.
إن المالكي في تطاوله على السعودية، التي أثار فيها أقرب الناس إليه بما فيهم المسؤولين العراقيين الذين يعملون تحت إمرته، قبل أن يثير سخط المسلمين في جميع أرجاء دول العالم، لا يمثل العراق ولا العراقيين، وإنما هو ينطق بلسان كهنة إيران الذين نصَّبوه على رقاب العراقيين رغما عن إرادة هذا الشعب المغبون، ذلك لأن الجميع يعلم من هي السعودية، كما يعلم الجميع من هو المالكي، وأهم شيء هو أن رئيس الوزراء العراقي نفسه، يعلم جيدا أن السعودية كدولة رائدة وقائدة في العالم أجمع، لا تلتفت إلى عويل الضباع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية