العدد 2014
الأحد 20 أبريل 2014
banner
تعالوا نغير الواقع..
في الصميم
الأحد 20 أبريل 2014

وجود خلافات ومشاكل في أي دولة أمر طبيعي وعادي، والبحرين حالها كحال الدول تعاني مشكلة الإرهاب كما هو حال مصر والعديد من الدول، وربما ما يجعل الأمر مختلفا أننا نتعامل مع خونة، لكن الاستسلام للمشكلة في حد ذاته مشكلة أعظم، ومن الصواب أن تركن الحكومة تلك المشاكل على جنب وتعمل على تغيير الواقع عبر النهوض أولا بأدائها وتصحيح أخطائها، فكلنا على دراية وعلم أن مشكلة البحرين لن تنتهي في شهر أو سنة أو حتى عشر سنوات؛ لأسباب عديدة أهمها أن الدولة مرتعشة، هشة، ضعيفة، لا تملك قرار حسم، والدليل حسين ميرزا عبدالباقي محمد عبدالرزاق (شهرته نجاتي)، والمقيم بصفة غير شرعية في البلد، انتهت المهلة المحدد له منذ الثلاثاء الماضي، رغم ذلك لا يوجد من ينفذ عليه القانون ويرحله من البلد.
إذًا من العقل ألا نركن للواقع الذي فرض علينا بل نسعى إلى تغييره، وأول بوادر تغيير الواقع تبدأ بركن جرذان الولي الفقيه على جنب، بمشاكلهم، ونباشر بالنهوض بالدولة. علينا أن ننهض بالاقتصاد، ونسعى إلى تهيئة مناخ صحي لجذب الاستثمار، وسد الثغرات في أداء الحكومة، والتي تسببت في تعطيل مشاريع صناعية وتنموية، ومحاربة كل أوجه الفساد الإداري والمالي وغيرها.
ستقول لي (الأمن اولا)، سأجيبك بأن كلامك صحيح بكل تأكيد، ولكن لو كان كلامك صحيح 100 % لما تم اختيار البرازيل لتنظيم كأس العالم رغم أنها من أكثر الدول التي تعاني ارتفاع معدلات جرائم الخطف والقتل والسرقة وغياب الأمان، ولما نجحت كذلك جنوب إفريقيا في تنظيم كأس العالم في 2010، رغم أنها في ذاك الحين تعاني أزمة اندماج وطني بجانب وجود بعض الاضطرابات الداخلية والكثير من المشاكل العنصرية، ودليل أكبر وأكثر إيضاحا، هو نجاحك أنت (البحرين) في تنظيم سباق الفورمولا، ومن قبلها معرض الطيران الدولي، ومن قبلهم دورة الخليج العربي والعديد والكثير من المعارض الدولية!!
إذًا (الأمن ليس أولا)، وليس هو أصل المشكلة! إذًا أين هي المشكلة؟
المشكلة يا سادة فينا نحن، نحن نعاني وزراء فاشلين، تراثيين، عقيمين، “ماخذين” الوزارة بالوراثة، فما دام الأخ الأكبر وزيرا، فلابد أن يكون الأخ الاصغر وزيرا من بعده، وما دم الوالد وزيرا، فيجب أن يكون الابن من بعده وزيرا. وهَلُمَّ جرّاً، هؤلاء بات ضروريا التخلص منهم؛ لأن وجودهم لم يعد عبئا على كاهل الحكومة وعلى (الباب الأول) فحسب، بل ويسببون أيضا حالة استفزاز للمواطن. 
وزير عايش في ملكوت ثان، لا يراعي ضمير، ولا ذمة، يعاني فقرا في الإحساس بالمسئولية، وارتفاعا في ضغط “الأنا”، وضمورا في الوطنية، يتعامل مع الناس من خلال ستين مسئولا، فاليوم لكي تقابل وزيرا، عليك أن تكلم المسئول عن مكتبه، والمسئول يحولك إلى مسئول ثان، والثالث يحولك الى مسئول عاشر، لكي يبلغك في النهاية أن الوزير مسافر!!
طيب.. والحل؟
ليس أمامك إلا الانتظار، قد يكون شهرا، وربما شهرين أو سبع أشهر، وقد تصل إلى تسعة أشهر، وكأنك في انتظار حالة ولادة متعسرة، والسبب أن بعض الوزراء “ماخذ” المنصب “كشته” وكله سفر.
هذا الكلام واقعي وغير مبالغ فيه، وأنا شخصيا مررت بمثل هذه التجربة، كما أن العديد من الصحفيين أيضا مروا بمثلها، طيب تصدق وتآمن بالله، مقابلة وزير في مصر أسهل من مقابلة وزير في البحرين، يعني مصر “أم البيروقراطيه” أنا شخصيا قابلت فيها وزير الداخلية، ووزير الخارجية في أقل من أسبوع، وأجريت معهما حوارا، وفي البحرين عليك الانتظار بالأشهر..
لا وأزيدك.. اليوم ممكن أن تقابل شيخ التواضع، رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أسهل من مقابلة أي وزير..
“شفتم” الفرق؟! فرق كبير ليس في التواضع فحسب، بل وفي العمل والتعامل، والابتسامة في وجوه الآخرين، والترحيب والرعاية الحانية والتواصل المباشر. إنه خليفة بن سلمان شيخ التواضع الذي كرس جهده ووقته وماله لرقي شعبه ونهضة بلاده.
يا سيدي شتقول وأيش تخلي، خليها على الله، ادعوا بس أن الله يحفظ لنا الأمير خليفة بن سلمان ويطول في عمره، قولوا آميييين..

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .