مشكلة التعليم في الخليج لها عدة جوانب تطرق التربويون والخبراء الخليجيون بمجال التعليم في محافلهم التربوية والتعليمية الى بعض النقاط المهمة والمتعلقة بالمسيرة التعليمية والتربوية الخليجية، سواء بالتعليم الخاص أو العام، تارة بالنقد وتارة بالنصح وأخرى بالاشادة ببعض من جوانب هذه المسيرة.
فهناك من يشدد على الدور الرقابي للأسرة وضرورة متابعة مستوى تحصيل أبنائهم الحقيقي، دون النظر إلى ما يحصلون عليه من علامات قد لا تعبر عن واقع حالهم، وهذا الدور وحسب قولهم تخلى عنه كثير من أولياء الأمور، مكتفين بدور الممول فقط، وهو ما لا تستقيم معه المفاهيم الحقيقية للتربية بتكامل أدوار عناصرها الفاعلة، حسب رؤيتهم. وينتقد هذا الرأي في الوقت نفسه بعض المدارس الخليجية لأنها تتعامل مع التعليم بمنطق التجارة بعيدا عن الرسالة السامية له.
رأي آخر خليجي مختص ينوه بعامل آخر لا يقل أهمية عن العوامل المؤثرة في العملية التعليمية الا وهو موضوع الحقيبة المدرسية. فهو يرى أن حجم الحقيبة المدرسية يمثل نصف أوزان الطلاب او اكثر بينما ينصح الاطبّاء الاّ يزيد وزن الحقيبة المدرسية عن عشرة بالمئة من وزن الطالب فقط. هذا الحمل المرهق وكما يقول بلا شك يزيد من احتمال تعرض الأبناء الصغار الى الشعور الدائم بالتعب والارهاق او الاجهاد الجسماني، او قد يتعرضون الى التعثر اثناء جر الحقائب اضافة الى ما قد يعرضهم الى اصابات خطيرة ومزمنة بالعمود الفقري في المستقبل مما يزيد من قلق الآباء على صحة أبنائهم.
خبراء آخرون يؤكدون الحاجة إلى تفعيل دور المنهج التعليمي في تأصيل ثقافة الانتماء الوطني في نفوس الناشئة، لانه يتطلب جهدا وعملا متواصلاً في إطار استراتيجية بعيدة المدى، تأخذ في الاعتبار المشكلات الحالية التي يعانيها الشباب في علاقتهم بالوطن والانتماء له، ودورهم في خلق تفاعل إيجابي يشعر به الفرد. فالاهتمام بالأطفال وتنشئتهم على حب الوطن وكما يقولون، لابد أن يدفع النظام التعليمي إلى مراجعة المناهج والأنشطة التربوية، بشكل يصب في خلق شخصية متزنة ومتكاملة قادرة على العطاء والإبداع ومتفاعلة مع المجتمع. فالمنهج وحسب رؤية هذا الفريق معني بترسيخ مفاهيم حقوق المواطنة وواجباتها، وأن ممارسة ذلك يتطلب شخصية مستقلة قادرة على استثمار كل ما هو متاح لصالح الوطن.