العدد 2013
السبت 19 أبريل 2014
banner
رؤية ملكية لاتحاد آسيوي أحمد مبارك سالم
أحمد مبارك سالم
وقفات
السبت 19 أبريل 2014

في الزيارة الأخيرة التي قام بها جلالة الملك خلال الأسبوع المنصرم إلى كازاخستان كتبت معالم عهد جديد للسياسة الخارجية لمملكة البحرين على وجه الخصوص، وللسياسة الخارجية لدول مجلس التعاون بصورة عامة، فقد كانت زيارة عبر من خلالها جلالته عن رغبة أكيدة وطموح لا يعرف الحدود في بناء اتحاد آسيوي وفق رؤية ملكية يمكن أن يمثل أقوى اتحادات العالم، فلم يأبه جلالته في أنه يمثل إقليماً صغيراً في حجمه، فهو يعلم ويدرك ببعد نظره أثر السياسة الخارجية الحكيمة التي تتبناها المملكة منذ استقلالها وحتى بعد تقلده حكم البلاد، والتي أسهمت ومن دون شك في بناء نطاقات دبلوماسية عبر مستويات عدة استفادت منها البحرين في مراحل مختلفة من تطورها خصوصا بعد تقلد جلالة الملك المفدى مقاليد الحكم.
إنها رؤية ملكية لإعادة لم شتات الصف الآسيوي، ففي قلب هذه القارة يستقر أقوى إقليم مرشح لقيادة العالم خلال السنوات القادمة وهو الصين، وفي شرقها الأقصى هناك دولتان صناعيتان متقدمتان تكنولوجياً ومعرفياً هما كوريا الجنوبية واليابان، وفي شرقها الأدنى هناك مملكتان لهما في واقع اليوم دور مؤثر في صياغة معالم الخريطة الاقتصادية والمصرفية العالمية وهما مملكة ماليزيا ومملكة تايلند، وفي جنوبها جمهورية متنامية تمتلك قوة عسكرية كبيرة هي الهند، وفوق هذه الجمهورية جمهورية أخرى امتدت لها اليد الملكية لبناء وتوثيق العلاقات وهي جمهورية باكستان التي زارها جلالته قبل عدة أسابيع، وآخرها جمهورية كازاخستان التي زارها جلالته مؤخراً، ليكون جلالته بذلك قد ربط البحرين بعلاقات وثيقة بهذه الدول من خلال زيارات قام بها جلالته وبمعيته وفد حكومي رفيع المستوى، وممثلين لقطاع الإعلام، وممثلين لقطاع الصناعة والتجارة، وممثلين لغير ذلك من القطاعات، يستهدف من خلال قيادته لهذا التمثيل رفيع المستوى إعادة هيكلة بناء العلاقات السياسية والدبلوماسية والتجارية لمملكة البحرين مع مختلف الأطراف الآسيوية، واستطاع تحقيق ذلك خلال مدة لم تتجاوز الثلاثة أعوام، ليصرح في آخر زيارة له إلى جمهورية كازاخستان بأن هناك رؤية ملكية من جلالته يتطلع من خلالها لبناء اتحاد آسيوي لا محالة سيكون أقوى اتحادات العالم، ولا شك أن هذه الزيارات تمثل أرضية صلبة بما نتج عنها من توقيع لاتفاقات ومذكرات تفاهم لوضع أرضية صلبة لهذا الاتحاد.
وضمن نطاق آخر ذي أهمية استراتيجية لهذه الزيارات حشد جلالته من خلال زياراته إلى مشارق آسيا ومغاربها، وشمالها وجنوبها تأييداً لمواقف البحرين في محاربتها للإرهاب، وأعاد جلالته من خلال ذلك بناء كثير من النطاقات التي من دون شك ستسهم في تعزيز القوة الاقتصادية للمملكة، وذلك من خلال الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تمثلت من خلال تعاون حكومي وأهلي، ولا شك أن جميع ذلك لم يأت إلا بعد دراسات متعمقة لبناء التحالفات الدولية لتأطير رؤية ملكية يتطلع من خلالها جلالة الملك المفدى إلى تعزيز مكانة البحرين على الخريطة العالمية.
إن المحللين والمختصين والمهتمين بمتابعة الزيارات الملكية لمختلف الدول الآسيوية يتابعون ويراقبون باهتمام كبير هذه الزيارات التي رصدوا من خلالها منهجاً رشيداً لإعادة تشكيل العلاقات مع الدول الآسيوية، خصوصا من خلال علاقات هذه الدول التي تربطها مع دول الغرب الآسيوي ممثلة بدول مجلس التعاون، وليس من شك في أن توجه المملكة إلى بناء وتعميق العلاقات مع مختلف الأطراف الآسيوية سيسهم في إعادة رسم خريطة المنطقة ونطاق تشكيل التحالفات فيها، ومن خلال ذلك تتمثل أهمية الزيارات الملكية للعديد من الدول الآسيوية تمهيداً لتحقيق الرؤية الملكية لبناء اتحاد آسيوي.

زبدة القول
نترقب تحقيق الرؤية الملكية المستنيرة لبناء اتحاد آسيوي يتبلور من خلال رؤية ومبادرة خليجية، ونتطلع من الأطراف المختلفة في هذه القارة المترامية الأطراف مباركة الجهود الساعية لتحقيق هذا الاتحاد الذي نترقب أن يرى النور في القريب العاجل ليكون لبنة مؤثرة في المجتمع الدولي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .