جاء التفجير الإجرامي الذي وقع عند مدخل منطقة العكر الشرقي وأدى لوفاة سيدة وإصابة أطفالها الثلاثة ليكشف بجلاء عن وجوه قبيحة ارتمت في أحضان جهات خارجية وارتضت أن تكون أدوات سامّة وخناجر مصوّبة ضد أبناء الوطن ليضيفوا جرائم جديدة إلى سجلهم في الخزي والعار.
القضية الآن محسومة ومعروفة في داخل مملكة البحرين وخارجها، مجموعة من “المرتزقة” تحاول تعطيل مسيرة المملكة، وتتكسب من حرامًا وتمتهن الإجرام وتهوى الخيانة وتخدم دولاً ومنظمات تعمل ليل نهار على زعزعة الأمن والاستقرار في البحرين.
حادث جبان يحمل كل وجوه الخسة والدناءة، سواء من حيث توقيته في هذا الشهر الفضيل وفي العشر الأواخر منه، أو من حيث طريقة تنفيذ هذه الجريمة الارهابية الآثمة التي تستهدف ترويع الآمنين بما يتنافى مع كل القيم والمبادئ الإنسانية وتعاليم الشريعة الإسلامية السمحة.
الحادث يكشف أن هؤلاء المجرمين باتوا محشورين في زاوية ضيقة يشعرون فيها بالاختناق الشديد جراء القرارات السيادية والإجراءات الأمنية والقضائية والإدارية الحاسمة التي اتخذتها الدولة لحفظ الأمن والاستقرار الداخلي، وفي ظل الدعم والتأييد الواسعين على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي لهذه الإجراءات التي أصابت الجبناء والعملاء بالهلع والفزع من قوة وثبات الدولة وقدرتها الفائقة على توجيه ضربات قانونية قاضية ضد كل من يحاول المس بأمن البلاد أو العبث بمقدراتها وهويتها ومكتسبات شعبها.
إن حادث العكر الإرهابي سيرتد سريعًا على مرتكبيه من الإرهابيين وكل من يدعمهم أو يساندهم ويتعاطف معهم، وسيجد كل هؤلاء أنفسهم في مواجهة محسومة لصالح أبناء الوطن من الأطياف الدينية والسياسية كافة الذين يقفون صفاً واحداً ولن يعطوا أي فرصة أو مجال لأجندات الفتنة والتطرف ومحاولات العنف والإرهاب التي تتربص بأمن الوطن والمواطنين؛ لأنهم على وعي تام بما يحاك ضدهم من مؤامرات تهدف إلى إعاقة استمرار عملية التنمية الشاملة في ظل العهد الاصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آلِ خليفة عاهل البلاد المفدى.
وفي الختام، نتوجه بخالص العزاء وصادق المواساة لأسرة الفقيدة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان، وأن يمن على الأطفال الثلاثة بالشفاء العاجل.