+A
A-

الفنان المبدع أحمد الغانم: بإمكان الفنان البحريني أن ينافس عالميًا

أحمد الغانم عازف ومؤلف موسيقي حمل آلة الفلوت خارجًا لإيصال صوته خارج الوطن. درس في معهد الكونسرفتوار بأكاديمية الفنون بالقاهرة، حاصلا خلالها على بكالوريوس في الفلوت، وشارك في العديد من الفعاليات داخل البحرين وخارجها، حقق خلالها تطورًا لافتا للبحرين في مجال الموسيقى.
- متى بدأت العزف على آلة الفلوت تحديدًا؟
بدأت في سن متأخرة، فور تخرجي من المدرسة حصلت على بعثة لكلية التربية الموسيقية في القاهرة، بينما كان طموحي أن أدرس في الكونسرفتوار. حاولت بجميع السبل المتاحة لدي لإقناعهم لتحويل البعثة دون جدوى؛ بسبب أفراد كان هدفهم إعاقتي للوصول، حينها كنت أحاول تعليم نفسي من خلال الكتب، وكانت المرة الأولى التي عزفت فيها الفلوت في القاهرة. بعد انتهاء السنة الأولى تواصلت مع وزارة التربية وتم تحويل البعثة.

- إهداء الفنان مجيد مرهون لك إحدى مقطوعاته، إلى أي مدى يعني لك هذا الأمر؟
في أكتوبر 1994 كانت لدي أمسية لمؤلفات فلوت، وأهداني تلك المقطوعة، على الرغم من بساطتها إلا أنها كانت أشبه بالكنز بالنسبة لي. فإن كانت مدونة موسيقية خطت وتمت الإشارة لاسم شخص فيها تبقى خالدة للأبد كوثيقة الأرض.

- رحلاتك حاملا الفلوت خارج هذه الجزيرة، متى بدأت؟
بعد كسري الحاجز الوهمي الذي أعاقني من الوقوف أمام الجمهور، تولد عندي عنصر المبادرة والظهور على المسرح. خروجي في المرة الأولى بعدما التقيت العازف العالمي وسام بستاني في إحدى أمسياته في البحرين، دعاني حينها لحضور إحدى ورشه في بريطانيا. لم أكن أملك قيمة التذكرة، فكتبت رسالة لإدارة الثقافة والفنون جاءت بالموافقة بتوفير التذكرة والمخصصات الأخرى، كان أمرًا مذهلا. إنها تجربة قيمة جدًا لرؤية عوالم مختلفة، إضافة إلى أني أصبحت أكثر ثقة بأن المستوى البحريني الموسيقي لا يقل عن المستويات الدولية.
وبعد هذه التجربة شاركت مع الفنان محمد الحداد في مسرحية (ثلاث بنات حريم) في سوسيرا، كان تحديا لمواجهة جمهور أجنبي خلال عرض مباشر.

- كيف بدأت علاقتك مع مارسيل خليفة؟
كان هناك حلم يراودني منذ الصغر أن أكون عازفًا مع مارسيل خليفة، كانت هناك حفلة موسيقية للفنان وسام بستاني في إحدى ليالي مهرجان يوم الموسيقى العالمي السادس، وحظيت بلفتة عظيمة من وسام، حيث سمح لي أن أظهر معه على المسرح، كان مارسيل خليفة حاضرًا، ومن هنا بدأت في التواصل مع مارسيل بشكل أكبر كموسيقيين.
وفي العام 2003 كنت كلفت بترتيب حفلة مارسيل خليفة لجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي، وشاركت معه بعمل موسيقي كتبه خصيصًا حتى أعزفه معه والرباعي الوتري،حيث أخيرًا حققت حلم الطفولة. لقائي التالي به كان في مهرجان البحرين الدولي للموسيقى العام 2006 ، قدمت عمله الموسيقي (طيور الحب).

- تجربتك للعمل مع أوركسترا اليونسكو، أين بدأت؟ وماذا أضافت لك؟
كانت المرة الأولى في باريس، بحضور عنصر الصدفة عند ترتيبي الأرشيف بعد تعييني في وزارة الإعلام، لفتت نظري رسالة من وزارة الخارجية من اليونسكو يبحثون عن عازفين بحرينيين يشاركون في عمل بمناسبة يوم المرأة العالمي. وبعد سنتين شاركت في كوبا لذات المناسبة، حيث تفتح لنا هذه المناسبات علاقات وتجارب مع موسيقيين عالميين.

- تجربتك في إدخال الإيقاعات البحرية البحرينية مع الإيقاعات اليابانية، من أين استوحيتها؟
جاء ذلك عبر عدد من الورش الموسيقية، أولها مشاركتي في اليونسكو، كنا ما يقرب 30 عازفا من دول عدة، كل واحد منا يقدم ما لديه من إرث موسيقي، وفي ورشة (نكهات موسيقية) بتنظيم من المجلس الثقافي البريطاني. هذه التجارب تلهم لفكرة دمج الفنون الشعبية لمختلف الشعوب لتقديم عمل جديد، فاستحضرتها في أحد الأعمال الموسيقية الشعبية اليابانية، وهي مقطوعة (اليعسوب)، وكانت مناسبة مشاركتي هي مهرجان البيئة تحت ثيمة (البحر)، لذلك استخدمت إيقاع (لفجري).

- التجربة الفارقة في التأليف، كيف بدأت؟
بدأت خلال دراستي في مصر، لكن لم تكن لديَّ الجرأة لإطلاق تلك المحاولات. بعد وفاة أخي شعرت برغبة في تقديم أمر ما، فكتبت مقطوعة (توسل) قدمتها مع مقطوعات أخرى في كاتدرائية سانت كريستوفر، تركت فيها أثرًا على الجمهور بسبب مناسبتها الصعبة. تلتها تجربة (سماعي غانم) العام 2014 كان هدفها فتح أبواب أوسع للموسيقى العربية؛ حتى يستطيع الجميع تناولها بمختلف الآلات. ثم شاركت بعمل (انتظار) خلال فعالية في النرويج.

- مشاركاتك العديدة في الكنائس، ماذا يعني لك وصولك للأديان الأخرى؟
أنظر للتسامح بين الأديان والأمم، والموسيقى هي القادرة على إيصال هذه الرسالة، هي (لغة السلام). إنها أماكن مقدسة أستطيع إيصال صوتي خلالها، إضافة لطبيعتها الصوتية التي يحكمها التكوين الهندسي. دون الإغفال لكون بعضها مكان تاريخي بني منذ قرون، وأشعر أن هذا عنصر مهم بالنسبة لتجربتي.

لقاء الطالبة: نوراء أحمد الحواج
جامعة البحرين