إلى الطبيبات البحرينيات العزيزات،
بمناسبة يوم المرأة البحرينية، أود أن أوجه لكن أسمى آيات التهاني والتقدير، معبّرًا عن فخري واعتزازي بالإنجازات المشرفة التي حققتموها في المجال الصحي، سواء على المستوى المهني أو القيادي.
إن هذا اليوم ليس فقط مناسبة للاحتفال بما حققته المرأة البحرينية، بل هو أيضًا محطة للتأمل في دوركن الحيوي والبصمات التي تركتنها في تاريخ القطاع الطبي في البحرين.
إنجازاتكن اليوم هي نتاج عقود من الجهد والعمل الدؤوب، المبني على أسس قوية من العلم والالتزام.
لقد أثبتت الطبيبات البحرينيات أنهن قادرات على التميز والتفوق في مختلف التخصصات الطبية، ليس فقط كمعالجات للمرضى بل أيضًا كقائدات ومبدعات في التخطيط والتنفيذ في المجال الصحي.
ووفقًا لتقرير الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية لعام 2022، تشكل النساء 71% من إجمالي القوى العاملة في القطاع الصحي، بينما تصل نسبة الطبيبات إلى حوالي 60% من إجمالي عدد الأطباء في البحرين.
هذه الأرقام تعكس التفوق الواضح الذي حققته الطبيبات في مختلف التخصصات، وهو شهادة على التزامهن وعطائهن اللامحدود.
إن الطبيبات البحرينيات يلعبن دورًا محوريًا في تعزيز صحة ورفاه المجتمع، سواء من خلال تقديم الرعاية الصحية أو من خلال أدوارهن الفاعلة في صياغة التشريعات والسياسات الصحية كعضوات في مجلسي النواب والشورى.
ولا يمكننا أن نغفل المناصب القيادية التي تبوأتها المرأة البحرينية، مثل وزيرة الصحة، ونائب رئيس المجلس الأعلى للصحة، ووكلاء الوزارة والوكيلات المساعدات، والرئيسة التنفيذية للمراكز الصحية، والرئيسة التنفيذية للمستشفيات الحكومية، ورئيسات الأقسام الإدارية، ورئيسات المراكز الصحية، ورئيسات الأقسام الإكلينيكية في المستشفيات الحكومية والخاصة.
هذه الإنجازات القيادية في القطاع الصحي تمثل نموذجًا يحتذى به للنساء في القطاعات الأخرى، لتحقيق التميز والمشاركة الفاعلة في خدمة الوطن.
لا يمكن أن نغفل الدعم الكبير الذي يقدمه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، والمساندة الدائمة التي يقدمها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، والدور المحوري الذي يضطلع به المجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المعظم حفظها الله.
هذا الدعم الاستثنائي والمتكامل كان ولا يزال حجر الزاوية في تمكين الطبيبة البحرينية للوصول إلى هذا المستوى المرموق من التقدم والنجاح.
ولا يسعنا إلا أن نقدر التضحيات الكبيرة التي تقدمها الطبيبات، سواء على حساب أوقاتهن مع أسرهن أو حياتهن الاجتماعية. إن الجمع بين متطلبات العمل الطبي الشاق والالتزامات الأسرية والاجتماعية هو تحدٍ يعكس شجاعتهن وقدرتهن على تحقيق التوازن بين خدمة المجتمع ورعاية الأسرة.
هذه التضحيات هي شهادة حية على تفانيهن وإيمانهن برسالتهن الإنسانية النبيلة.
كما أن يوم المرأة البحرينية يتيح لنا فرصة لتسليط الضوء على صحة المرأة باعتبارها حجر الزاوية لصحة الأسرة والمجتمع.
إن صحة المرأة لها تأثير مباشر على النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع؛ فالمرأة السليمة هي أم مربية وعضوة فعالة في سوق العمل وقائدة في مجتمعها.
الاستثمار في صحة المرأة ليس فقط تعزيزًا لجودة حياتها، بل هو استثمار في الأجيال القادمة وركيزة للتنمية المستدامة.
ومن هنا، فإن الاهتمام بصحة المرأة يجب أن يكون دائمًا في صدارة الأولويات الوطنية.
إننا في جمعية الأطباء البحرينية نؤمن بأن الطبيبات هن شريكات رئيسيات في تطوير القطاع الصحي في البحرين، ونعمل على توفير بيئة مهنية داعمة تساعدهن على تحقيق المزيد من النجاحات والتفوق.
في هذا اليوم المميز، أعبر عن فخري و تقديري العميق لكل طبيبة بحرينية قدمت وقتها وجهدها لخدمة الوطن والمجتمع. أنتن فخر البحرين، وبكن نخطو خطوات واثقة نحو مستقبل صحي ومستدام.
 

الدكتور عامر الدرازي

رئيس جمعية الأطباء البحرينية