كثير ما نسمع في اغلب الأوقات عن تلك الجملة، ولكن لو حرصنا على معناها لكانت الظروف أصبحت في احسن حال، احياناً نحتاج إلى وقت ماقبل النداء الأخير لكي نستبق أي ظرف سيء قد يصيبنا، فتلك الجملة هي الأولى والأخيرة ولن يوجد بها استثناءات أو حلول بديله، لذلك تستخدم دائماً للمواقف التي تم الوصول بها لجميع الحلول المناسبة، ولن يبقى سواء المعرفة بالشيء اياً كان حسب المكان والزمان، وقد رسخت في أذهاننا بأنها المرحلة النهائية لكل شيء.
بكل بساطة نحن بشر لسنا بكامل قوانا الذهنية، فمشاغل الحياة تجبرنا جميعاً بالنسيان واحياناً بالتجاهل الغير مقصود او الافتقار ببعض الأمور المهمة التي لابد ان يكون لدينا إلمام بها، بينما الواقع يتطلب منا أن نكون في وعي تام تفادياً من مخاطر الحياة الغير متوقعة، فالاتزان في هذه الظروف أمر لا بديل له للتطبيق في مراحل الحياة، ولكي نشعر بالطمأنينة دائماً يجب علينا ألّا نصل إلى مرحلة النداء الأخير، قد لا يمكننا تفادي الأمر المطلوب.
نستعرض اليوم في هذا المقال عن آلية انتهاز الفرص الجيدة، التي تأتي لنا في وقت معين وأن لم ننتهزها فترحل عنا كأنها لم تكن، والفرص هي عبارة عن النداء الأول والأخير ونحرص دائماً بأنها النداء الأخير لأنها فرص عابرة، لابد من انتهازها إن كانت مناسبة ويجب تمريرها إن ارتأيناها عكس ذلك، فعنصر الوقت مهم جداً للاستمتاع في حياة كريمة بعيدة عن الظواهر السلبية التي تأثر علينا، وقد تكون عاهة مستديمة يصعب حينها التخلص منها.
والأصل في هذا الموضوع بأنه يتطرق لعدة جوانب نتعايش معها يومياً، وبغض النظر عن عدم سماع تلك الجملة وإنما نحن نرددها احياناً في داخلنا لتخطي أي من الأمور السلبية المتوقعة مستقبلاً، لابد من وضع الاحتمالات الضرورية التي يجب ان تلازمنا أينما كنا وماذا نفعل للتخلص من جميع العواقب، فنحن بشر لا نستطيع أن نغلق ثغرات النسيان في اغلب الظروف، وإنما بيدنا أن نبدل مصطلح النسيان بالالتزام.
أعتقد بأن الغالبية العظمى ممن تعرضوا إلى الوعكة الصحية الشديدة، يرون شريط حياتهم يسير في ذهنهم بل أمام نصب اعينهم، ودائماً ما يدور في مخيلاتهم بأنه هذا هو النداء الأخير في الحياة، وأنه لا مفر من علاج تلك الوعكة التي صورت لهم بأن اليأس تمكن منهم، بينما في السابق وعلى يقين بأنه قد نصحهم الأطباء بالالتزام في علاجهم ولكن الإهمال يؤدي إلى مالا يحمد عقباه، ويتمركز موقف الأطباء في مرحلة ما قبل النداء الأخير فهو أمر نافذاً إذ لم يتم أخذه بعين الاعتبار، يعد من اهم المراحل قبل فوات الأوان والإحساس بالندم.
مما لا شك فيه أن موضوع اليوم سر من اسرار حياتنا وأساس تقدمنا ورقي حضارتنا، فأن تجنبنا مساوئ هذا السياق بل سنكون فعلاً في رقي وحضارة عالية، ونشهد في هذا الصدد العديد من المواقف التي تصادفنا أثناء رحلاتنا في المطار تحديداً، وقد يكون تفسير جملة هذا هو النداء الأخير الذي يراود أذهاننا تعني بأن المنادى عليه قد تم اخطاره مسبقاً بتفاصيل الرحلة، ولكنه لم يلتزم بالتعليمات وأن الرحلة نافذه للإقلاع، بينما لو اجزمنا على الالتزام في تلك الظروف سنكون خير مثال للعالم أجمع في التزامنا والحفاظ على وقت الغير ورفع الحرج الدائم.
فالحياة عبارة عن دروس قصيرة نتعلم منها الكثير من العبر، والتي تجنبنا من الوصول إلى المراحل الأخيرة فيها ولايمكننا ان نتخطاها بسهوله، وتفسير النداء الأخير هو أمر لامفر منه، ولكن لدينا الفرص ماقبل النداء الأخير لوضع انفسنا في ظروف أفضل، وها نحن اليوم اقتبسنا نماذج واقعية نراها في حياتنا ونشهدها ونجزم عليها.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |