في الواقع نصل إلى مراحل تقودنا إلى وضع انفسنا في مواقف لا توجد بها أي نوع من انواع ردود الأفعال، فنحتاج ان نضع خاصية في حياتنا مثل احد خصائص الهواتف الذكية ألا وهي وضع الطيران، فتلك الخاصية تستخدم في أوقات معينة ويتم من خلالها تعطيل جميع الإشعارات المزعجة و الرسائل والاتصالات الصادرة والواردة، وكذلك تحفظ طاقة البطارية من النفاذ، تلك هي خاصية وضع الطيران بالنسبة للهواتف الذكية.

ومع ذلك يحتاج المرء في غالبية الظروف أن يسير على خطى خاليه من التشعبات او العراقيل، ولا يسمح للعموم بالتدخل في شؤونه الخاصة والعكس صحيح، فيجب دائماً ما يوفر كل مخزون طاقته لنفسه ولا يتم الافراط في تلك الطاقة، لذلك لابد أن نضع لأنفسنا خاصية وضع الطيران، والتي ستلعب دوراً مهماً في حياتنا لكي نستطيع ممارسة الحياة بصورتها الصحيحة، فالمعتاد اليوم يكونوا البشر متداخلين في شؤون بعضهم البعض حتى في ابسط التفاصيل، فهذا السلوك يؤدي إلى انحراف عن الطريق السليم في ممارسة الحياة الطبيعية دون اي مشاكل لانهاية لها.

وبالتالي أغلب البشر تكون لديهم تلك الخاصية متلازمة في حياتهم منذ الصغر بالفطرة، وعلى ضوء ذلك نرى بأنهم من اسعد الخلق على وجه الأرض، وذلك بسبب عدم التدخل في شؤون غيرهم ودون تدخل الغير في شؤونهم، وقد وضعوا حدود لأنفسهم وللغير كأن ما شرعوا قانون خاص يحافظ على شؤونهم الشخصية، تلك هي أهم الخصائص الضرورية التي لابد من تفعيلها على مدار الساعة كي نكون سعيدين اينما كنا.

ويتفق الكثير على أن الجانب الاجتماعي من اكثر الجوانب تأثيراً على الحالة النفسية والعقلية، وقد يكون الجانب الاجتماعي من الجوانب الإجبارية في مراعاة الغير والمشاركة معهم في جميع المحافل والمناسبات، ولن تستطيع التخلص من التداخلات الاجتماعية دون تفعيل خاصية وضع الطيران في بعض المواقف، فذلك الجانب يؤدي إلى فقدان طاقتك الايجابية وتبديلها بطاقة سلبية، ولا يمكنك التخلص من ظواهر هذا الجانب واثاره السيئة التي تنعكس سلباً على حياتك بأضرار لاعلاج لها.

إضافة إلى علاقة خاصية وضع الطيران بالحياة العملية، فلابد أن تسير على مبدئ خاص يجعل موقفك في العمل أكثر مرونه لنفسك ومن حولك، وعند تفعيل هذه الخاصية ستكون موظف انطوائي في نظر بقية الموظفين، ولكن قد ربحت في هذا الجانب طاقتك الايجابية وراحتك النفسية، وعند عدم تفعيل تلك الخاصية ستكون عرضه لجميع من حولك في العمل، وستكون أنت الشخص السيء في نظر الجميع، ولن تستطيع ارضاء من حولك مهما كانت الظروف بسيطة او جسيمة، فهذا هو مبدئ جميع البشر لابد من تصنيفهم قبل التعامل معهم مباشرة وأغلبنا يرى صعوبة في ذلك.

وأسلط الضوء على الجانب الأسري أو على المستوى العائلي، سواء انك رب أسرة او انك عازب لا يوجد فرق شاسع في الاحساس بشعور عدم امكانيتك في تلبية احياجات كل ماهو مطلوب منك، فخاصية وضع الطيران تحتم عليك التقيد بها لكي لا تنحرف في طريق آخر يسبب عدم السيطرة لردود الافعال التي قد تصدر منك بشكل عفوي، فتلك هي الفرصة للحفاظ على الكيان العائلي دون المساس بمشاعر من حولك او المساس بمشاعرك من قبل افراد اسرتك، فالصمت احياناً ابلغ من الكلام.

عند التطبيق لتلك النظرية ستدرك بأنك تمتلك الكون بكل مرافقه وانك بعيد كل البعد عن الجدالات المليئه بتضييع وقتك الثمين، فربما تجد نفسك في موضع أفضل مما كنت عليه سابقاً، وبالرغم من ضغوطات الحياة الا انك ستكون منظم في كل خطوات حياتك حتى قبولك لمن حولك سيصبح متوافق مع مبدئك، وثق تماماً ستكون شخصاً محبوباً من الجميع وايضاً سوف يبادر الجميع بإحترام خصوصيتك مهما كانت الظروف.