العدد 5645
الجمعة 29 مارس 2024
banner
د. عدنان محمد القاضي
د. عدنان محمد القاضي
إدارةُ المَواهب في المُؤسَّسات ودَعمَها (1-3)
الخميس 16 يونيو 2022

لا شكَّ في وجود عددٍ من الكفاءات المَوهوبة التي منَحها اللهُ تعالى استعداداتٍ وملكاتٍ تفوق غيرها في مجالاتٍ متنوِّعة ليستْ بالضرورةِ تعليميّة بحتة، شكّلتها عَوامل عدّة سواءٌ كانت فطريّة أو شخصيّة أو بيئيّة أو الظروف أو الصُّدف؛ وصَقلتها الخبراتُ والتجاربُ أثناءَ الممارسات اليوميّة؛ وزادتها حماسةً السياقات المستجيبة والداعمة لها ضِمن المؤسسات الحكومية والخاصَّة؛ واستثمرت قدراتها إدارة واعية مرحّبة لكلِّ مُساهَمة مُبدِعة تحرِّك عجلة العملِ بشكلٍ متّزنٍ لتحقيق رؤية المجتمع وتواكب تطلّعاته.
ولقد أخذ مفهوم إدارة المواهبِ مراحل تاريخيّة متَعاقبة في تطوِّرِه فقد بدأت فكرته في البحثِ الذي نشرته مجموعةُ Mckinsey للدراسات والمَوسوم بـ"الحرب على الموهبة" عام 1997، إذ في عصر الاقتصاد المعرفيِّ تناقصتِ القيمةُ النسبية للأصول المالية، لحساب زيادة القيمة النسبية لرأس المالِ البشَري، لذلك فإنَّ العجز في توظيف واستثمار المواهب يمثِّل اليومَ خطرًا كبيرًا بالنسبة لأيّ مؤسسة. وقد تمّ تطويره فيما بعد ليصدر كِتاب يحمل الاسمَ نفسُه في عام 2001م صدر عن Harvard Busines School.
وقد عُرِّفت إدارة المواهب بأنّها "تفاعُل مجموعة من الممارساتِ والنُّظمِ المتكاملة المتعلِّقة باستقطابِ العاملين ذوي المهارات المطلوبة، والمحافظة عليها، وتطويرها، وتحفيزها، والاحتفاظ بها"، وأيْضًا هي "تطبيق استراتيجي متكامل أو أنظمة مُصمَّمة لتطويرِ وتحسين عمليات الاستقطاب وتطوير الأفراد والاحتفاظ بذوي المهارات المطلوبة، والاستعداد لتلبيةِ حاجات العَمل الحاليّة والمستقبليّة".
ويُمكن تصنيف المواهبِ في أيِّ مؤسسة أو مُنظَّمة إلى أربعِ فئات، وهي:
• الموهبة القيادية: منْ يتمتَّع بالمسؤوليةِ في وضعِ وإعدادِ وتوصيلِ وتنفيذِ الاستراتيجية على مستوى المؤسسة.
• الموهبة الأساسية: منْ لديه حسّ المنافسة القوية، إذ يعتبرُ كفاءة قيِّمة ومهمة للمؤسسة؛ لما يتمتَّع به من قدراتٍ وما يمتلكه من رؤى وتصوُّرات للمستقبل، كما أنّ لديهِ القدرة على تحمُّلِ المسؤولية.
• الموهبة الجوهرية: منْ موظَّفي الإنتاج المسؤولين عنْ تسليمِ المنتج النهائي للمستهلك أو الزبون.
• الموهبة الداعمة: منْ يُسهمُ في تنفيذِ الأنشطة غيرَ الأساسيّة كالإدارية منها التي قد تصلُح للأتمتة، وتكون مهاراتهُم داخل المؤسسة منْ المواهب المتوفِّرة بسهولة، ويُمكنُ تغييرها في غضونِ أسابيع.
وتشمل عملية تنمية المواهب أربعة مجالات واسعة، وهي:
• تحديد الهويّة: لمن التطوير؟ من الموظف الذي هو بحاجة إلى التطوير؟
• التصميم: ما القدرات التي يجب تطويرها، والمدة اللازمة لذلك؟
• التقييم: ما الأدوات التحليلية المستخدمة في قياس الفاعلية؟
• الدعم التنظيمي: ما الدعم الذي يمكن أن تقدِّمه الإدارة العليا؟
وإذا أردنا أنْ نوضِّح أهمية إدارة المواهب فَيُمكننا تحديد ما يلي:
• تطوير جودة الأفراد اللازمة لتحقيق الإنجازات العالية.
• تحفيز الأداء العالي؛ جذباً للأفرادِ الموهوبين وإيجاد وسيلة لمكافأتهم.
• قدرةُ المؤسسة على الاحتفاظِ بأفرادِها ذوي الإمكانات العالية، من خلالِ بيئةٍ تتسمُ بالأداءِ العالي والتعلُّم.
• قيمةٌ لسمعة المؤسسة ومساهمتها في إدارة التنوُّع.
• تعدُّ إحدى عوامل النجاح الحرجة للمؤسسة.
• ظُهور الإنتاج الإبداعي والابتكار وبالتالي تميُّز المخرجات المتوقَّعة.
• انسجامُ عملِ الأفراد مع الأهدافِ التنظيمية للمؤسسة.
• الدعمُّ الفعّال لتخطيط قوى العمل.
• دعمُ جهودِ مشاركة الأفراد.
• التركيزُ على تحقيقِ التميًّز في الخدمة العامة.
• دعمُ استمرارية الأعمال.
• تطويرُ المسَار المهني وبرامج إدارة الأفراد.   
كما وتكمن أهداف إدارة المواهبِ في الأمورِ الآتية:
• تطوير استراتيجيّات تهتمُّ بتحديد المطالب الحالية والمستقبلية لخطّة المؤسسة.
• جعل الوظيفة ذاتَ معنى وتحدٍّ سواءٌ على مستوى الأفراد و/أو المؤسسة.
• تحديد الكفاءات المُتاحة والطلوبة الحالية والمستقبلية للأفراد.
• تحديد وتطوير الأفراد ذوي المؤهلاتِ العالية ووضعهم في المواقعِ الرئيسة داخل المؤسسة.
• تطبيق أفضل الوسائل والطرائقِ لتحرِّي واستقطاب الأفراد المَوهوبين والطَّموحين.
• إيجاد طرائق مناسبة للتعاملِ مع الأفرادِ الذينَ لا يقدمون أيّ قيمة إضافيّة للمؤسسة.
• إعداد برامج التدريب والتعليم والتعويض اعتمادًا على أداء الأفراد الفعلي.
• مناقشةُ خيارات الوظائف الأنسب للأفرادِ الموهوبين.
• التأكُّد من أنَّ الاستراتيجية المتَّبعة تضمن تحقيق الأداء الأفضل للمؤسسة حاليًّا ومستقبلًا.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .