العدد 5671
الأربعاء 24 أبريل 2024
banner
د. عدنان محمد القاضي
د. عدنان محمد القاضي
الشغف ذلك الوقود الذي لا ينضب
الخميس 05 مايو 2022

ممّا لا شكّ فيه بأنَّ كلمة "شغف" أصبحتْ أكثر شيوعًا بين جيل الشباب في الآونة الأخيرة، وازدادتِ الدعوة لاتّباع محرِّكاتِه؛ وترجُمَتِه؛ والعُثور عليه لتطويرِ الذات وبناء الشخصيّة، وتحقيق الإنجازات شبه الدائمة، فما الشغف؟ ما أهميّته؟ متى يأتي؟ كيف يُكْتَشف؟ وأينَ يُفْقد؟ 
ذُكِرَ بأنَّ الشغف هو "رغبة قويّة تجاه نشاط معيّن يفضله الأفراد ويحبونه، ويجدونه مُهمًا، ويُشغلون فيه جهدهم وطاقاتهم وأوقاتهم على نسق منتظم".
وتأتي أهمية الشغف من خلال نشاطاتٍ معيّنة تُمارس كدورهِ في تشكيل الملامح الأساسية لهوية الفرد؛ ولا يتوقف عند حدود الانخراط في هذه النشاطات بل يتعداه إلى أنْ يُصبح جزءً متأصلاً في الهويّة وسبيلاً للتعريفِ بالذات.
ويأتي الشغف حينما تكون صادقًا مع نفسك، وتفعل ما يلهمك عقلك به دون جهد، ويكون ما تفعله متوافقًا مع طبيعتك، ستكتسب عندئذٍ طاقة إضافية حينَ القيام به بدلاً من أن تخسره، ويكون كسب العيش بعد القيام بعمل أنت شغوف به هو من أعظم وأروع ما يمكن أن يحصل لك، وتحبّ ما تفعله سيحفّزك شغفك لهذا الأمر لتنهض في كلّ صباح بكامل نشاطك، وستجد أنّك في كلّ يوم متشوّق للمستقبل.
إنَّ العيشَ بشغفٍ يعني امتلاك الشَّجاعة الكافية للتعبير عن أفكارك وآرائك وقناعاتك بلا خوف، وإنه وسيلتك للبوحِ عن حبّك للحياة. ويأتي هذا من واقع أنّك تعيش حياة أنت اخترتها وليس حياة أُجبرت على عيشها. 
وفيما يلي خطوات بسيطة ستساعدك على اكتشاف شغفك: عَيِّن ما تَبْرَع فِيه؛ وحَددِّ ما يُحمِّسك؛ ووثِّق الأمر الذي تُنفق الساعات في القراءةِ عنه؛ وفكّر فيما تكرهه. 
وقد سهّل المختصّون على الآخرين إيجاد شغفهم عن طريقِ تقسيم رحلتهم لإيجاده إلى خطوات متسلسلة، وهي كالآتي:
• يتوجب على الفردِ أن يبحث في داخله عما يحبّ لا عن ما هو جيّد فيه.
• تحديد نقاط القوة والقيمة المضافة في أي عمل كان، مع القيام بإيجاد فرص حقيقة تتميز عن سابقاتها.
• تطوير المهارات والقدرات نحو الاحترافيّة بالتسجيل في الدورات ورشات العمل، والمُساهمة في الأعمال التطوعية. 
• التحدث مع الآخرين عما يحبُّون فعله، وعن رحلتهم في إيجاد ما هم شغِفون به. 
• التخطيط لممارسة مجال الشغف بشكلٍ أكبر، بعيداً عن ضغوطات العمل الحالي. 
أما عن عوامل فقدان الشغف فيمكن تلخيصها على النحو الآتي:
• غياب المحفِّز الأساسي الذي يدعو للإنجاز وتحول الشيء الذي يُمارس إلى نمط حياة.
• عدم وجود هدف محدد ليتم التركيز على تنفيذه.
• فقدان الشعور بالإنجاز، وتكرار الفشل، وعدم تقدير الإنجاز من المحيطين.
• فقدان الشعور بالإلهام، لعدم وجود الفرد المُلهم في الحياة .
• الشعور بالملل، أو التوتر، أو الإرهاق الجسدي .
• الشعور بعدم الثقة، وغياب المكافآت والتقدير.
• الاحتكاك بأفرادِ سلبيين يَسْخَرون من النجاح، ويؤثِّرون على طريقةِ التَّفكير .
• الإنحراف عن المسارِ الصحيح في الحياة يُسبب تشتت الأحلام، والتخبُّط في إنجاز الأهداف .
• الحزن العميق الذي يجعل الفرد يرى الأشياءَ تافهةً، مما يقلل من حماسه لإنجازه الأعمال.
خِتامًا، نحنُ بِحاجة إلى إبقاء جذوة الشغف لدى الأفراد مُشتعِلًا مُتطلِّعين إلى إنجازات غير مسبوقة على الدوام؛ ومُترقِّبين لبصمات ذات قيمة يُشار إليها بالبنان. 

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية