العدد 5692
الأربعاء 15 مايو 2024
banner
سلوى المؤيد
سلوى المؤيد
كيف نجنب أبنائنا العقد النفسية.. ليكونوا سعداء مستقبلاً - 1
الأربعاء 16 فبراير 2022

قد يحدث أن نقرأ  أو نصادف في حياتنا أب يضرب أبنائه ويقسو عليهم كثيراً أو يتحرش جنسياً بهم أو مجرماً يؤذي الآخرين أو يقتلهم أحياناً بلا سبب سوى أنه يريد تدمير الآخرين أو شخص يؤذي غيره في عمله أو ينافق رؤسائه  .. أو طالب يتنمر على زميل له في المدرسة  ..وغير ذلك من الانحرافات السلوكية     التي ثبت الطب النفسي أن سببها  معاملة قاسية تشمل الضرب القاسي والإهانة لشخصية الطفل من قبل والديه أو أحدهما.. أو قيام بعض الآباء بالتحرش الجنسي لأبنائهم  في طفولتهم أو من يرعى الأيتام في دور الرعاية بصفة مستمرة .. أو تدليل مفرط منهم لهؤلاء الأبناء.

فلا تنمو شخصية هؤلاء الأطفال  بشكل سوى ويظل كل من الرجل والمرأة تحت سيطرة هذه الذكريات في طفولتهم ..التي تمنع شخصياتهم من النضوج عندما يكبروا فيظل الطفل في داخلهم يؤذي نفسياتهم ويمارس عندما يكبر ما عاناه في طفولته على أطفاله أو غيرهم ممن يحتك بهم بنفس الأسلوب المؤذي الذي مارسه من يرعاه عليه .. سواء ممن يرعاه في أسرته أو في دور رعاية الأطفال فيعيش حياة بائسة وتعيسة ومعقدة مكبلاً بذكرياته المؤلمة أو متأثراً بتدليل أبويه له بطريقة سلبية تجعله  أنانياً يعتدي على غيره ليحصل على ما يريد  عندما يكبر.

ويظل ذلك الطفل المريض المعذب  يسيطر على حياته  مسبباً الكثير من المآسي والعذاب له ولإفراد أسرته إذ يصبح هذا الأنسان الغير سوي مؤذياً لكل من حوله  من خلال  حياته الشخصية  متمثلاً في المشاكل التي يخلقها مع أسرته أو عمله  أو مسبباً للحروب عندما يكون قائدا متجبراً وظالماً مثل هتلر.. وصدام حسين ..حيث تعرض كلاهما إلى الضرب القاسي والتحقير لشخصياتهم  من قبل آبائهم  وأحياناً يتمادى الإنسان الذي تعرض في طفولته إلى  اعتداء أحد أفراد الأسرة جنسياً عليه فيقوم باغتصاب النساء والأطفال أو إلى القتل المتسلسل  انتقاماً لما عاناه في طفولته.

 وتناول الكاتب د "برادشو في كتابه النفسي الهام "العودة إلى الطفولة " هذه المواضيع الهامة حيث شرح تأثير هذا الأسلوب القاسي في التربية على شخصية الطفل وما يسببه من مآسي لحياته عندما يكبر لأنه لم يجد العلاج النفسي السليم ليعود له توازنه النفسي  ويصبح شخصاً سوياً إيجابياً وناضجاً ليشعر بالراحة والرغبة في عمل ما يسعده ويسعد غيره.

وكان هذا الطبيب أحد ضحايا المعاملة القاسية من أبيه.. حيث كان سكيراً وفاشلاً.. وكان يضربه بقسوة ويهينه ويهين أمه بأقسى الألفاظ .. مما جعله  شقياً مدمناً على الكحول والمخدرات ..مسبباً الشقاء لأسرته قبل الزواج وبعده.. حتى استعاد توازنه النفسي عن طريق العلاج النفسي التحليلي ..لذلك تخصص في هذا النوع من الطب النفسي . ليساعد الملايين الذين يتعرضون لهذه القسوة في المعاملة من قبل والديهم أو من يرعاهم.

لذلك قررت قراءة هذا الكتاب والاستفادة بما يحتويه من معلومات هامة وضرورية لنشرها على عدة حلقات ليستفيد منها الآباء في أسلوب تربية أبنائهم لإنقاذهم من هذه الحياة البائسة الشقية في حياتهم عندما يكبرون.

البقية في الحلقة القادمة

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية