+A
A-

“البلاد” تنقل أهم مناقشات الجلسة المغلقة بشأن “الأمن السيبراني”

عبر خبراء ومسؤولون عالميون كبار عن مخاوفهم من غياب الاحترازات والخطط الإستراتيجية في العديد من الدول بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا الكفيلة بصد الهجمات الإلكترونية والجريمة عبر الإنترنت دون وجود سياج صلب من الأمن “السيبراني”.

خطر “قرصنة البيانات”

وفي الجلسة المغلقة التي خصصها منتدى “حوار المنامة” صباح الأحد 24 نوفمبر 2019 تابعت “البلاد” أهم الأطروحات والمناقشات على هذا الصعيد حين أجمع الخبراء على أهمية الحذر من إنفلات التكنولوجيا “عن السيطرة”، وتأكيد أهمية الأمن السيبراني، وهو يعني الممارسات الفاعلة لحماية الدول والمنظمات والهيئات والأنظمة والبرمجيات من هجمات القرصنة الرقمية التي تستهدف المعلومات ذات الحساسية العالية، ومنها بيانات الحكومات والمصارف التجارية، واستخدام تلك البيانات ليس على مستوى ابتزاز الأفراد، بل الوصول إلى ابتزاز الدول والكيانات الاقتصادية الكبرى.

العلماء: دول.. تتسابق

وتحدث في مجموعة النقاش في عنوان :”الأمن السيبراني.. التحديات العالمية والإقليمية” التي ترأسها مدير الدفاع والتحليل العسكري بمعهد الدراسات الإسماعيلية باستيان جيجريش، ووزير الدولة للذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات العربية المتحدة عمر سلطان العلماء، ووزير الدولة الأعلى للدفاع والشؤون الخارجية في سنغافورة محمد المالكي عثمان، ورئيس دائرة خدمات الإنترنت والمعلومات في ألمانيا الفريق لودفيج لينهوس، وخبير الصراع الصراع السيبراني والفضائي والمستقبلي بمعهد الدراسات الإسماعيلية في آسيا جريج أوستن، حيث لفت الوزير الإماراتي عمر العلماء إلى أن التكنولوجيا في الماضي كانت محصورة في جغرافية محددة، ألا أنها أصبحت اليوم “تعددية”، فيما الكثير من الدول تتنافس في سبيل الفوز بالسباق التكنولوجي، ما يؤكد حتمية الاستعداد لها.

فهم الثغرات والتحديات

وشرح ذلك بقوله: “ماذا يعني لنا ذلك؟ علينا أن نتأكد في حال تطور هذه التكنولوجيا أن نكون شركاء في إنشائها وتطويرها، ففي الماضي كنا نأخذها كما تأتي إلينا، لكن الوضع اختلف اليوم”، ليشير إلى أنه مع وجود مخاطر وسلبيات في بلد معين، فهذا قد يعرض بلدانًا أخرى للمخاطر ذاتها، فطبيعة التكنولوجيا عابرة للحدود، وهي مرتبطة بطريقة عملنا في هذا المجال الحيوي، ولابد أن نفهم كيف يمكن لهذه التكنولوجيا أن تخدمنا، وما ثغراتها وما تحدياتها لكي لا تفلت هذه التكنولوجيا عن السيطرة وحتى لا نواجه تبعات وعواقب خطرة”.

وتحدث الخبراء في محاور عدة تتعلق بالمسؤولية الاجتماعية في إدارة المخاطر السيبرانية، وأهم التهديدات القائمة، والتي ستتضاعف مع التطور الرقمي في إدارة الدولة، وأشار وزير الدفاع والشؤون الخارجية في سنغافورة محمد المالكي عثمان إلى الوضع في الشرق الأوسط تحديدًا؛ بوصفها منطقة تشهد العديد من النزاعات وما يتبعها من اعتداءات وتهديد إرهابي حتى ما بعد سقوط داعش، حيث هذه المخاطر والتهديدات تمثل قلقًا للمجتمع الدولي.

300 مليار دولار في 2025

ولفت إلى أن الاقتصاد الرقمي يقدر هذا العام بمليار دولار أميركي، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 300 مليار في العام 2025 مع التوسع في استخدام المعلومات وتنامي التحول إلى الحكومة الإلكترونية، وهذا القطاع التكنولوجي وتعدد مستخدميه يلزمنا أن نتعامل على خارطة الدول العربية انطلاقًا من التهديدات التي ما عادت تقتصر اليوم على المواجهة أو مناطق النزاع، بل تعدت إلى مساحة “سيبرانية” تطال كل بقعة في العالم.