+A
A-

ختام حوار المنامة بالدعوة لرسم سياسات خارجية ترتبط جذريا بالفكر الجيوسياسي

أكد المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (IISS) جون تشابمان ريادة مملكة البحرين في استضافة 15 نسخة ناجحة نجاحا باهرا من القمة الأمنية (حوار المنامة) طوال عقد ونصف من الزمن، لتصبح منصة سياسية عالمية مرموقة لمناقشة كافة الملفات التي تشغل منطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط.

وثمن تشابمان خلال الجلسة العامة الختامية في (حوار المنامة)، والتي حملت عنوان (الشرق الأوسط في السياق العالمي)، دعم مملكة البحرين المتواصل لهذه القمة الأمنية التي أصبحت لها صدى عالميا واسعا، تستقطب كبار الساسة وصناع القرار على مستوى المنطقة والعالم وكبار المحللين والخبراء الإستراتيجيين.

ولفت إلى أن (حوار المنامة) بنسخته الخامسة عشرة استقبل أكثر من  509 شخصيات و35 وفدًا حكوميًا من 35 جنسية مختلفة حول العالم، مع عقد عشرات اللقاءات الثنائية، ومشاركة أكثر من 3000 شخص لدعم تنظيم المؤتمر من مختلف النواحي اللوجستية والتنظيمية والإدارية والإشرافية. وأضاف تشابمان: “كان هدفنا دائمًا أن يكون حوار المنامة شاملا للجميع في مناقشاته وجلساته السياسية المعمقة، مع جمع مختلف وزراء خارجية الدول حول العالم وطرح أكثر القضايا جدلية على مستوى المنطقة لإيجاد تفاهمات وحلول لها تعود بالنفع على جميع دول الإقليم”. وأكد أن النسخة السادسة عشرة المقبلة لحوار المنامة في العام 2020 ستكون بمشاركة أعداد أكبر من وفود من الصين وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، مع التركيز أكثر على مواضيع منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتسليط الضوء على كل ما يهم أو يخص تعزيز أمن واستقرار المنطقة.

على صعيد متصل، تطرق المشاركون في الجلسة العامة الختامية لحوار المنامة إلى موضوعات تخص التوجهات العالمية في السياسة الأميركية ونزاعات القوى الإقليمية في المنطقة والأبعاد الاقتصادية لتلك المستجدات.

وقال الباحث الأول بمعهد الدراسات الإستراتيجية إميل الحكيم إن هناك محاولات دولية لأطراف عدة لأن تعيد حضورها في المنطقة والإقليم بشكل فاعل. وذكر أن ما حصل في اليمن وسوريا هو بسبب حدوث مجموعة من العوامل، حيث تتجه بعض الاتفاقات الجديدة في اليمن كالحديدة والرياض التي تقودها السعودية لتكون سببا رئيسا لتعزيز الاستقرار في هذه المنطقة.

وبين الحكيم أن التوترات الدولية تؤدي إلى تفاقم المشكلات وتصاعد حدوثها، خصوصا وأنه يصعب على الشعب الإيراني الآن الحصول على حقوقه السياسية في ظل الاضطرابات الداخلية المتزايدة، والطبقة الحاكمة في إيران تصعب من حدوث ذلك.

وأوضح الحكيم أن العديد من الدول ترى أن منطقة الشرق الأوسط بؤرة نزاعات مستمرة لن تتوقف، وهو موقف تهكمي في نقده، لافتا إلى أنه يتوجب علينا مواجهة هذه الاضطرابات منعا لتفاقمها ووصول شظاياها لمناطق أخرى.

من جهته، أكد الباحث المشارك في معهد الدراسات الإستراتيجية حسن الحسن أهمية تعظيم حجم الاستثمارات الخليجية - الآسيوية في كلا السوقين الخليجية والآسيوية، مضيفا: “لقد رأينا سياسات أرامكو السعودية وادنوك الإماراتية المتنوعة في ذلك، ونرى وجودا أساسيا لدول الخليج العربي في الكثير من الاقتصادات الآسيوية”.

ولفت الحسن إلى أنه بدلاً من تصدير السلع الآسيوية للخليج بشكل أحادي، تهتم الدول الآسيوية وغيرها لأن توجد لأعمالها التكنولوجية موضع قدم هنا، منها مد شبكات الجيل الخامس، وهي سياسات تساعدنا في مواجهة الكثير من المخاطر. واستطرد: “النجاح بهذا الأمر يتطلب الإرادة السياسية الصلبة، ويتطلب ترجمة هذه المساعي في الجانب الأمني”.

وأكد الحسن أن محاولة إيران النيل من مقدرات السعودية وغيرها من منشآت حيوية تجعل من الأهمية بمكان ربط السياسة بالاقتصاد.

وبين أن الهند تمتلك الكثير من الاحتياجات الاقتصادية خصوصًا فيما يتعلق بالمخزون الإستراتيجي النفطي، وبالتالي فإن تدعيم الممرات المائية بالخليج العربي يتطلب إدخال جميع الأطراف التي لديها مصالح اقتصادية في منطقة الخليج العربي.

من جهته، قال مستشار التحوط الجيوسياسي جون راين إن تطوير العلاقات الخارجية يجب أن يوازيه تطوير لمواجهة المعضلات الأمنية الماثلة أمامنا، فالمنطقة لا تزال تسخر بطاقات وموارد كثيرة، ويجب أن تجد آليات مناسبة لإيجاد سياسات خارجية ترتبط جذريا بالفكر الجيوسياسي.

وقال راين إن الحوار السياسي متمركز دائما حول إيران؛ لأن الإيرانيين يحاربون غالبا خارج سياق الحرس الثوري، بشكل غير نمطي، وهو أمر يتوجب مواجهة هذه التحديات في صلب إستراتيجياتنا الأمنية، خصوصا وأن الإيرانيين يستخدمون أدوات متنوعة عبر الدول الأخرى لإنجاح مشاريعهم كتمويل الإرهاب، وهو أمر يتطلب النظر بالتفصيل لما تفعله إيران، كتمويل المليشيات وأنشطة الإرهاب المختلفة.

من جانبه، ذكر مدير التحليل الدفاعي والعسكري في معهد الدراسات الإستراتيجية باستيان غيغريش، أن ما يجري سياسيا وأمنيا على الصعيد الدولي يؤثر على ما يجري بالمنطقة، مؤكدا أهمية تعاون الجميع في القيام بدور بناء في إنهاء النزاعات.