+A
A-

أول معرض شعبي للكتاب بسوق “المقاصيص”

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية
، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

بيع 1000 كتاب في يوم واحد

المهنة تعبها أكثر بكثير من ربح بيع “الثقافة والكلمة”

كتب بلا رفوف على أرصفة شعبية

زبائني مثلي مهمومون بالكتاب والكلمة

مقصد الأدباء والشعراء والمثقفين والطلاب

طرح 10 آلاف كتاب في أسبوع واحد

عاشق الثقافة يجمع الكتب ويشتريها من المنازل

حضور عدد كبير من الأشقاء الخليجيين

قارئ يحجز 700 كتاب منذ الصباح الباكر

 

عندما يروي صلاح حسين صاحب أول مكتبة شعبية في مدينة عيسى، حبة للكتاب فإنه يحكي قصة عشق ارتبطت به منذ الصغر. يقول كانت هوايتي القراءة وجمع الكتب، وكنت أفضل جمع الكتب واقتناءها على أي شي آخر. وظلت هذه الهواية تكبر في نفسي، ولم أعرف حينها أنها ستصبح مصدر رزقي وأنا على أتعكز مفارق العمر.

ويضيف، المهنة تعبها أكبر بكثير من الفائدة التي قد أحصدها من بيع “الثقافة والكلمة”، لذلك اخترت لها مكانا آخر، أرصفة بلا رفوف ولا ديكور، أرصفة شعبية، فموقع المكتبة هو السوق الشعبي (سوق المقاصيص)، وزبائني هم مثلي مهمومون بالكتاب والكلمة، وهم الذين يبحثون عن الكتاب ولكنهم قد لا يجدون ثمنه، فكتب مكتبتي دائما تكون بأسعار رمزية، فقد يباع كتاب سعره 150 دينارا بـ 20 دينارا فقط، لقارئ أو طالب، يريد أن يقرأ ولكنه لا يستطيع اقتناءه، وهناك كتب أبيعها بنصف دينار ودينار واحد، وقد يكون سعرها الحقيقي 10 و20 دينارا.

وأصبح حسين الخمسيني ومكتبته الشعبية، مقصدا للجميع طلابا، وأطباء، وباحثين، ومختصين، وحتى أساتذة جامعة، ومقصدا للعديد من الأدباء والشعراء والمثقفين الذين يشتاقون للكلمة والتاريخ في كتب وإن مضى على صدور بعضها سنين طويلة، وقد يكون مؤلفوها قد ارتحلوا ولكنها تبقى توثق الزمن والتاريخ والأحداث.

يقول صلاح حسين إن معرضه اليوم (الجمعة) يمثل انطلاق أول معرض للكتب بالسوق الشعبي وهو يومي 20-21 سبتمبر، وسيتم فيه طرح نحو 5-10 آلاف كتاب في الأسبوع الواحد.

ويضيف عاشق الكتاب، كنت أعمل في وزارة النفط والصناعة، وخرجت إلى تقاعد مبكر من الوزارة ولكنني كنت أعشق الكتب، وأعمل في مجال الكتب من العام 1996 إلى هذا اليوم، وهذا يرجع إلى شغفي لقراءة الكتب بجانب تحسين الدخل، وقمت بتجميع الكتب وشراءها من المنازل، و المكتبات، بأسعار زهيدة، واستطعت أن أجمع نصف مليون كتاب، ولكن مكتبتي تعرضت للحرق لمرتين في السوق ألشعبي واصلت ولم يدخل اليأس قلبي، بل إن الحريق الذي حصل لكتبي ترك “حرقا” كبيرا في قلبي لحد الآن.

ويقول، زار مكتبتي العديد من أشقائنا من السعودية ودول الخليج، واعتبروا تجربتي بالمكتبة تجربة بحرينية خالصة وغير مسبوقة في دول الخليج.

ويضيف، إصراري على إقامة أول معرض للكتاب بأسلوب شعبي في السوق الشعبي؛ لعدم إضافة أية تكاليف قد تؤدي إلى رفع سعر الكتاب مع تقديمي لخصم 50 % على الكتب لأصدقاء القراءة، مؤكدا أن يومه الأول قد باع 1000 كتاب.

ويضيف أن اختياره وتحديد يوم المعرض الأول وهو 20-21 سبتمبر سببه نزول رواتب المتقاعدين، والمرحلة الثانية يومي 27-28 سبتمبر هو لنزول رواتب الموظفين، ما يسمح للجميع بمشاركة الجميع وتمكنهم من اقتناء الكتب التي يبحثون عنها، مؤكدا حضور عدد كبير من الأشقاء من السعودية والكويت، مضيفا أن أحد القراء حضر منذ الصباح الباكر وحجز نحو 700 كتاب.

المعرض الشعبي للكتاب أغلى كتاب فيه بسعر 20 دينارا، بينما قد يصل سعره في المكتبات إلى 5 أضعاف هذا السعر، ويستطيع القارئ أن يتابع كتبا وعنوانين وموسوعات تمتد من الأدباء العرب بكل تخصصاتهم إلى كتاب من أميركا وأوربا وروسيا، وقد تجد كتبا عن الأدب والسينما، تجاور كتبا عن السياسة والقانون والدين، حيث تقرأ لواسيني الأعرج وغادة السمان، وبجوارها الأعمال الكاملة لكبار الروائيين والنقاد بالعالم، وقد تجد محمود درويش يجاور سيف الرحبي، وروبرت فيسك يجاور مصطفى الرافعي، وإلى جوارهم تصطف كتب الطب والطبخ في سيمفونية تبحث عن التألق والنقاء من خلال كلمات محفورة بالذاكرة، وأن مضى عليها الزمن.