+A
A-

“فري فيزا” يعملون في الكراجات... ومنهم نجار يتحول إلى ميكانيك

ربما يلقي بك الحظ السيئ في ورشة لتصليح السيارات - وأنت مضطر حال تعرض سيارتك لخلل مفاجئ – بين يدي فني ميكانيكا لا يجيد المهنة أساسًا! فلا خبرة ولا مهارة، وهي أصلًا ليست مهنته. قد يكون نجارًا أو عامل بناء أو مستقدم لأي عمل غير الميكانيك، فيتسبب في إلحاق الكثير من الضرر بسيارتك. هذه المشكلة عانى منها الكثيرون، وتكبدوا خسائر فادحة على إثرها، فهناك شريحة كبيرة من العمالة الآسيوية غير الماهرة، وغالبيتهم من ذوي التأشيرات الحرة (فري فيزا)، يعملون في بعض ورش تصليح السيارات.

ويطالب الكثير من المواطنين والمقيمين بضرورة عدم السماح لغير المتخصصين أو ذوي الخبرة من العمالة الوافدة للعمل في مجالات لا يجيدونها، والواقع أن هناك اشتراطات قانونية تشترط أن يكون العامل في الكراجات ميكانيكيًا له خبرة، ويكون العامل في قطاع خدمات الكهرباء له خبرته في الصنعة، وهكذا في كل المهن، إلا أن لكل قاعدة شواذ، والمخالفات كثيرة، ويعتقد المواطن إبراهيم سلمان الدوسري، أن هذه المشكلة واجهها الكثيرون، فقد تأخذ سيارتك إلى (كراج) في حال اضطرار، وتتفاجأ بأن المشكلات فيها تتكرر والسبب عدم امتلاك ذلك الميكانيكي الخبرة في هذا المجال..”تروح سيارتك وطي، وتتغربل”.

ويقول المواطن سعيد خميس إن الكثير من ورش تصليح السيارات يديرها آسيويون، وقد يكون الكراج مسجلًا لبحريني، لكن الذي يديره ويعمل فيه ويوظف من يوظف هو وافد يبحث عن عمالة رخيصة كمساعدين ثم يتحولون إلى ميكانيكيين دون أن تكون لديهم الخبرة الكافية. أنا لا أقول إن كل الكراجات تفعل ذلك، لكن هناك الكثير منها، وأنا شخصيًا عانيت كثيرًا، فأكثر من مرة تتعطل السيارة وآخذها إلى كراج (وتزيد بلاويها)، والمهم كما تعلمت من هذه التجربة، ألا تتوجه إلا إلى كراج مضمون وشغله نظيف.

ولا يجد المواطن إبراهيم القلعاوي أية مشكلة في الأمر، فحين تتعطل سيارته يتوجه إلى كراج متخصص.. يضيف قوله :”أنا اليوم كما ترى، لدي مشكلة في مبرد الماء (الراديتور)، فجئت إلى ورشة متخصصة في الراديتورات، وإذا كنت تواجه مشكلة في كهرباء السيارة، فعليك أن تتوجه إلى ورشة متخصصة، أما إذا لم تحسن الاختيار، فقد تواجه الكثير من المشكلات الفنية في السيارة. تتخلص مشكلة، فتظهر مشكلة أخرى بسبب سوء مستوى الميكانيكي.

ويتفق كل من عيسى عبدالله وأحمد سلمان على أن هناك الكثير من الميكانيكيين البحرينيين المتميزين في عملهم، ونحن نتعامل معهم بشكل مستمر، لكن من هناك ضرورة لأن لا تسمح الجهات المعنية بتشغيل عمالة وافدة غير ماهرة في مجال تصليح السيارات.

ومن واقع خبرة طويلة في إدارة ورش تصليح السيارات، يؤكد الفني عبدالله الجنبي أن من أهم عوامل نجاح أي عمل، وهذا يشمل الكراجات أيضًا، هي السمعة وجودة العمل، لذلك، أنا شخصيًا أدقق كثيرًا على خبرة الفني قبل توظيفه، وكما يعلم الجميع، فإن هناك مشكلات فنية تتطلب ميكانيكيًا ماهرًا، وهنا أيضًا لابد أن تشرف على عمله، وحتى الأعمال البسيطة كتبديل الزيوت والإطارات، تحتاج مهارات ودقة عمل، وعلى هذا الأساس أنصح المواطنين والمقيمين باختيار ورش التصليح ذات السمعة الجيدة، وحتى في حال الاضطرار كحدوث عطل مفاجئ يجبرهم على التوجه إلى أقرب ورشة، فعليهم ألا يتركوا المركبة، بل يعاينون العمل أمامهم للتأكد من أن الميكانيكي سيقوم بعمله بشكل جيد ولن يتسبب في تعطل السيارة بعد تحركها على مسافة كيلومتر مجددًا، وكذلك الحال بالنسبة لشراء قطع الغيار، فالقطع الرديئة قد تعمل لبعض الوقت، لكنها قد تلحق ضررًا بالمركبة بعد فترة من الزمن.