+A
A-

متى ينهي اتحاد إذاعات الدول العربية احتكار “بي إن سبورت”؟

بدأت معاناة المشاهد العربي مع تشفير مباريات مونديال فرنسا 1998 بفرنسا بعدما احتكرته وقتها شبكة ART ثم باعت حقوق بث بطولة 2002 و2006 و2010 لقنوات الجزيرة الرياضية، لتواصل الأخيرة مسلسل التشفير بعد أن تحولت إلى مسمى “بي إن سبورت” في مونديال البرازيل 2014، ومؤخرًا في مونديال روسيا 2018.

ويعتبر مونديال أميركا 1994 آخر بطولة أتيحت للمشاهد العربي مجانًا، حيث إن اتحاد إذاعات الدول العربية التابع لجامعة الدول العربية كان هو الجهة الوحيدة التي تشتري وتبيع وتسوق وتوزع حقوق البث التلفزيوني لمباريات كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية وباقي البطولات الرياضية، حتى صدم الشارع الرياضي العربي في مونديال فرنسا 1998 بقيام شركة راديو وتلفزيون العرب (art) آنذاك بشراء الحقوق كاملة ورفع سعر البيع بصورة مضاعفة إلى أن تمت تصفية الشركة التي اشترتها فيما بعد قناة (بي ان سبورت) لتفتح شهية الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي واللجنة الأولمبية الدولية وباقي الاتحادات القارية لبيع حقوق المنافسات الرياضية بتكلفة أكبر حتى صارت “بي إن سبورت” هي المالك الحصري لأهم الأحداث الرياضية العالمية.

“بي ان سبورت” الجهة المحتكرة للنقل التلفزيوني للمونديال تبيع الاشتراك بقيمة 170 دينارًا بحرينيًّا تقريبًا موزعة بين الاشتراك السنوي (120 دينارًا) و(50 دينارًا) قيمة الاشتراك بكأس العالم، وهو مبلغ ليس بمقدور الكثيرين توفيره، فلماذا تقدم (بي ان سبورت) المونديال بهذا السعر المرتفع دون مراعاة لذوي الدخل المحدود في العالم؟

فالمشاهد العربي يريد أن يتابع المباريات وهي الأهم وهو غير مسئول عن ما تقدمه القناة من بهرجة إعلامية تتمثل في استقطاب محللين عالميين مثل المدرب الفرنسي “آرسين فينغر” واللاعب الدولي الألماني “لوثر ماتيوس” والعديد من المحللين الذين بالتأكيد سيتقاضون مبالغ فلكية إزاء قبولهم التحليل في قناة عربية، بالإضافة إلى الباقة البرامجية والعدد الهائل من المراسلين والذين تسعى القناة لأن يدفع المشاهد العربي فاتورتهم جميعًا، بالرغم من إمكان القناة تغطية الحدث بصورة معقولة بعيدة عن المبالغة.

والسؤال الذي يطرح نفسه ..كيف يمكن لقناة واحدة أن تحتكر النقل التلفزيوني في جزء من القارة الآسيوية والأفريقية؟ وأين هو دور اتحاد الإذاعات العربية؟ ولماذا لا توجد مساع جادة تقودها المملكة العربية السعودية وتونس التي تحتضن مقر الاتحاد.

ابتداء من مونديال 2026 الذي سيقام في أميركا وكندا والمكسيك، ينبغي أن يكون هناك تكتل عربي لشراء حقوق النقل التلفزيوني وبيعه على المشاهد العربي بسعر في متناول اليد، وهو ما يحدث حاليًّا، في تركيا وإيران التي تحصل أكثر من قناة على حقوق النقل بنفس الفضاء فيما لم تحرك جميع القنوات الخليجية والعربية ساكنًا إزاء الوضع الحالي للاحتكار الذي تفرضه (بي ان سبورت) مع بالغ التقدير والاحترام لما تقوم به من جهد وابتكار في عملية النقل التلفزيوني.

اتحاد إذاعات الدول العربية هي الجهة الوحيدة القادرة على كسر هذا الاحتكار في ظل ما تتمتع به وزارات الإعلام العربية من قوة مالية ونفوذ تستطيع من خلاله أن تقف في صف المشاهد العربي مع أهمية بناء شبكة علاقات قوية مع رؤساء وأعضاء المنظمات الرياضية في الفيفا والاتحاد الآسيوي والأوروبي واستثمار وجود الكوادر العربية للحصول على حقوق النقل التلفزيوني لأقوى البطولات الكروية فهل سيكسر اتحاد إذاعات الدول العربية احتكار “بي ان سبورت” مستقبلاً؟