+A
A-

الزميل النهام: ظروف المنطقة تتطلب حضور الدولة على المستويات الإعلامية كافة

قال الزميل إبراهيم النهام إن طبيعة الظروف السياسية الحرجة التي تمر بها المنطقة، وما يشوبها من تحديات سياسية وأمنية، تتطلب بأن تكون يد رقابة الدولة حاضرة على المستويات كافة، وبمقدمتها الصحافة المحلية، موضحًا أن هناك من يحاول أن يوظف الخطاب الإعلامي، لتأجيج المجتمع، وبث روح الكراهية على الدولة، ونظام الحكم، ولنا بذلك تجارب كثيرة.

وبين النهام خلال ندوة موسعة استضافها مجلس الدوي في المحرق مؤخرًا، بعنوان “دور الصحافة بتعزيز حقوق المواطن” بأن الصحافة البحرينية متقدمة جدًا، وسقف التعبير بها عال وملحوظ، قياسًا ببقية دول المنطقة، والتي تستثنى منها التجربة الكويتية والتي تصنف بالفريدة، بقوله “ما يفرغ اليوم من آراء بأعمدة الزملاء والكتاب بالصحف المحلية، من انتقادات شديدة اللهجة على أداء النواب والحكومة، والوزارات، حالة فريدة بالمنطقة”.

ويضيف “لا يمكن أن نؤيد استنساخ الصحافة الحزبية الموجودة بمصر أو لبنان أو غيرها من الدول إلى البحرين، أو أن نفتح الأبواب على مصراعيها بلا حسيب أو رقيب، فالظروف القائمة والمحيطة مختلفة، كما أن نظام الحكم الجمهوري يختلف عن النظام الملكي، وكذلك العادات والقيم والسلوكيات اليومية، وعليه فما وصلت إليه الصحافة البحرينية اليوم محل إعجاب وتقدير”.

وأوضح النهام أن الإجراءات التي اتخذتها الدولة تجاه إحدى الصحف التأزيمية مؤخرًا، مما تمخض عن إغلاقها، أمر يدخل في نطاق القرارات السيادية للدولة، بقوله “الانفتاح يجب أن يكون عامل مكسب وقوة للبحرين ولأهلها، وليس وسيلة للتشطير، وبث الفرقة، وافتعال الأزمات السياسية، تحت مسميات مطالب الشعوب، واحتياجاتها، ونقل أصوات أبنائها، وما إلى ذلك”.

وأضاف “واقعنا السياسي، وما تمخض عنه من مد وجزر، يؤكد أهمية غلق كل الأبواب المفتوحة، والتي تتسلل منها الأعاصير، والفتن، والاشاعات، والأفكار الهدامة، فمشاريع الدولة والمواطنين على حد سواء كثيرة، ولا يمكن تحقيقها في ظل وجود من يضرب وباستمرار باللحمة الوطنية من الداخل، ويفتعل الأزمات”.

إلى ذلك، دعا النهام لأهمية الاستمرار بالنزول للشارع، ولقاء المواطنين، ونقل أصواتهم، ومطالبهم قائلًا “الصحافي الحقيقي هو الذي ينزل للناس، وينصت لهم، ويرى بأم عينه ما يجري، وليس الجالس بمكتبه، متجرعا القهوة، والهواء البارد يتسلل إلى جسده من المكيف، ثم يكتب بعدها على الحاسوب عن هموم الناس، ومطالبهم، وعليه فالنزول الميداني أمر مطلوب، ويجسد نجاح الصحافي ومهنيته بخدمة المواطنين”.

وفي حديثه عن مخرجات كليات الإعلام والصحافة بالبحرين، أكد النهام ضرورة بحرنة كليات الإعلام، ورفع مستوى محتوى المواد المقدمة للطلبة، وإحداث نقلة نوعية في التعليم الإعلامي، من التلقين، إلى الممارسة الميدانية والمهنية، وقال “الطالب الذي يلقن الصحافة لن ينجح أبدًا”.

وزاد “تسكين البحرينيين بالوظائف التعليمية الرئيسة بكليات الإعلام والصحافة سيمكن الطلبة من العبور إلى مستويات أفضل من الممارسة المهنية والميدانية، سواء على مستوى كتابة التحقيقات الصحافية، أو الريبورتاجات، أو المقالات، وغيرها، ابن البلد أعلم من غيره باحتياجات بلده، وأولوياتها، ومطالب الناس، واهتماماتهم التي يجب أن تنقل”.

وفي سؤال عن مدى تجاوب المواطنين مع نزول الصحافي لهم قال “تجربتي الصحافية تؤكد أن المواطنين على درجة وافية من النضج والإدراك بحقوقهم، والشجاعة بالتعبير عن آرائهم، ولكننا بحاجة لتفعيل المزيد من النزول الميداني، وتغطية المناطق المختلفة، بكل شاردة يحتاجها الناس، وواردة”.