+A
A-

إقالة كومان تفتح ملف “المقصلة”

يدفع الخوف من الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز، وخطر فقدان الدخل الذي يأتي من اللعب بين الكبار، العديد من ملاك الأندية، نحو المعضلة التقليدية والحيرة بين التمسك بالمدرب أم تغييره.

وقرر ملاك ليستر سيتي، الأسبوع الماضي، أن الوقت حان لإقالة كريج شكسبير، بينما قال إيفرتون يوم الإثنين كلمة الوداع لمدربه رونالد كومان.

وأقال كريستال بالاس متذيل الترتيب، المدرب الهولندي فرانك دي بوير، بعد 5 مباريات فقط في قيادة النادي اللندني.

ولا يزال سلافن بيليتش، مدرب وست هام يونايتد في منصبه، لكنه يواجه تكهنات يومية حول مستقبله، وفي وجود ستوك سيتي في المركز الـ 17، سيتوقع مدربه مارك هيوز زيادة الشائعات بشأن مصيره.

لكن هل استبدال المدرب في منتصف الموسم يزيد حقا من احتمال تغيير حظوظ فريق؟

الأدلة متباينة لكنها ترجح بأنه بينما يمكن في المعتاد، الحصول على دفعة على المدى القصير مع التغيير، فإن الأندية تميل إلى الاستفادة من الاستقرار في منصب المدرب.

وتوصلت دراسة مفصلة، عن صناعة كرة القدم، أجرتها كلية إدارة الأعمال في جامعة نوتنجهام عام 2009، إلى أن “بعض أشكال تأثير الصدمة يبدو أنه يؤثر على الأداء على المدى القصير، لكن فعالية التخلي عن استراتيجية من أجل دفعة قصيرة المدى تبقى سيئة”.

وبكلمات أخرى، يستطيع فريق الحصول على “دفعة” من وجه جديد في البداية، لكن الاستقرار هو الذي يجلب نتائج أفضل.

وفي الموسم الماضي، أقال بالاس مدربه آلان باردو وعين سام ألاردايس، ونجح المدرب المخضرم في قيادة الفريق بعيدا عن منطقة الهبوط ليضمن البقاء.

وبالطريقة نفسها، حل بول كليمنت محل الأمريكي بوب برادلي في سوانزي سيتي، ونجح أيضا في البقاء بالدوري الممتاز.

وأقال هال سيتي، مدربه مايك فيلان وتعاقد مع ماركو سيلفا، لكن رغم تحقيق بعض النتائج الجيدة فإن الأمر انتهى بالهبوط.

والقرار الأكثر إثارة للجدل كان في فبرايرالماضي، عندما أقال ليستر مدربه كلاوديو رانييري، الذي قاده لإحراز لقب البريمييرليج في الموسم السابق.

وأظهر سندرلاند، ولاء واحتفظ بمدربه ديفيد مويس بعكس المواسم السابقة، عندما أدى تغيير المدرب إلى ضمانه البقاء في المراحل الأخيرة من الموسم، لكن هذه المرة هبط للدرجة الثانية.

وهذه الدفعة التي قد يأتي بها مدرب جديد سببها في المعتاد، رسالة تفاؤل، تُخرج حماسا من اللاعبين، وأعين مختلفة تستطيع العثور على مواهب ربما تم تجاهلها.

لكن الجانب السلبي هو أن المدرب الجديد عليه العمل مع تشكيلة، لم يشارك في اختيارها وغير مصممة لأساليبه الخططية، ولم يخض معها فترة إعداد قبل بداية الموسم، وهو أمر يعتقد العديد من المدربين أنه لا غنى عنه من أجل وضع أساس للنجاح.

ولا يوجد شك في أن بيليتش سيستفيد من أي تكهنات بأن ألاردايس مدرب وست هام السابق، الذي لا يحظى بشعبية بين الجماهير، ربما يعود للنادي.

وبينما يحلم المشجعون بتولي مدربين كبار لا يعملون حاليا مثل كارلو أنشيلوتي قيادة ناديهم، فإن الواقع يقول إنه يوجد القليل فقط من مدربي الصف الأول بلا فريق.

وطرح جاري نيفيل، قائد مانشستر يونايتد السابق فكرة الموسم الماضي، وهي حظر إقالة المدربين أثناء الموسم من أجل إجبار الأندية على الالتزام بقراراتها.

وفي نهاية المطاف فإن فكرة إقالة مسؤول كبير في أي نوع آخر من الأعمال بعد أسابيع قليلة فقط من منحه ملايين لينفقها، ستعتبر ضربا من الجنون.

لكن الخوف من الهبوط في كرة القدم، إضافة لعدم تحلي الجماهير هذه الأيام بالصبر، يستطيع دفع خبراء ماليين يتحلون بالذكاء إلى هذه النوعية من القرارات المتهورة، التي لن يشجعوها على الإطلاق في الأعمال “الطبيعية”.