أكد محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، أن صعود الجنيه الإسترليني يعكس حالة الضبابية التي تكتنف مستقبل الاقتصاد الأميركي، في ظل تزايد المخاوف بشأن مسار النمو والتضخم وأسعار الفائدة في الولايات المتحدة.

ارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى له منذ ما يقرب من 4 سنوات، اليوم الخميس، حتى مع استمرار انقسام المحللين حول احتمالية تحقيق المزيد من الارتفاع.

وشهد الجنيه الإسترليني تداولات مرتفعة بأكثر من 0.5% مقابل الدولار الأميركي، ليصل إلى 1.3736 دولار أميركي، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2021.

وأشار بيلي إلى أن العديد من المستثمرين بدأوا بإعادة النظر في حجم انكشافهم على الأصول الأميركية، في خطوة تعكس تزايد الحذر والتحول نحو تنويع المحافظ الاستثمارية، وسط بيئة اقتصادية غير مستقرة في أكبر اقتصاد في العالم.

وحذر بيلي، من أن هناك "طريقاً لا يزال طويلاً" لخفض نمو الأجور، مشيراً إلى أن هذا الخفض ضروري لتحقيق "تباطؤ تضخمي مستدام" في الاقتصاد البريطاني.

وقال بيلي إن هناك مؤشرات على تباطؤ نمو الأجور، موضحاً أن: معدل نمو متوسط الأجور الأسبوعية العادية في القطاع الخاص على أساس سنوي بلغ 5.1% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في أبريل، مقارنة بـ5.9% في الأشهر الثلاثة المنتهية في يناير، بعد أن شهد ارتفاعاً في النصف الثاني من العام الماضي.

وأضاف: "مقاييس الأجور تتراجع تقريباً كما كنا نتوقع، والزخم في البيانات الأخيرة قد تراجع".

وأشار إلى أن أحدث البيانات المتعلقة باتفاقات الأجور وتوقعات الأجور تشير إلى تراجع كبير متوقع في نمو الأجور خلال العام المقبل، حيث تُظهر تقارير وكلاء بنك إنجلترا أن متوسط اتفاقات الأجور لعام 2025 يُتوقع أن يتراوح بين 3.5% و4.0%، وهو مستوى أقرب إلى ما يتماشى مع هدف التضخم، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، واطلعت عليه "العربية Business".

وخلال مؤتمر غرفة التجارة البريطانية، قال بيلي إن تضخم أسعار الغذاء، الذي ارتفع إلى 4.4% في مايو، هو أيضاً على "قائمة المتابعة" لدى البنك، مضيفاً:

"أسعار اللحوم والشوكولاتة والمشروبات غير الكحولية ارتفعت أكثر من غيرها، بما يتماشى مع ارتفاع أسعار الجملة للحوم البقر وحبوب الكاكاو والبن. هذه الزيادات في الأسعار تعود جزئياً لعوامل فردية، مثل انخفاض أعداد الماشية واضطرابات الإنتاج المرتبطة بالمناخ في زراعة القهوة والكاكاو".

وتابع قائلاً إن "معلومات وكلائنا تشير أيضاً إلى أن تكاليف العمالة والتكاليف المرتبطة بتنظيمات التغليف الجديدة تلعب دوراً أوسع. وكما هو الحال مع أسعار الطاقة، تُعد أسعار الغذاء من الأمور البارزة لدى المستهلكين، ويجب علينا التأكد من أن هذه الزيادات لا تؤدي إلى آثار تضخمية غير مباشرة لاحقاً".