يعتبر النقد، والنقد الذاتي، من أهم الضمانات لتقدم الفرد، والنقد معناه أن نقيّم العمل، أو الأفكار العامة واليومية، لنتبين شكل حركتها، ونكتشف التناقضات التي لا تزال موجودة فيها أو التي نشأت فيها من جديد، والنقد كضمان حقيقي للتقدم يستلزم تقييم كل ما هو إيجابي، وتقييم كل ما هو سلبي في العمل على كل مستوياته، وهو يستلزم لكي يكون نقدًا بناء وفعّالًا تقديم المقترحات والحلول لتصحيح الأخطاء والتغلب على السلبيات.
إن مسألة تثقيف المسؤول بأهمية النقد الذاتي في بعض جهات العمل أهم مشكلة نواجهها، فلا يزال هناك بعض المسؤولين يرفضون الاستيقاظ والاستماع إلى غيرهم ممن يقدم النصيحة، ويعيشون في العزلة والاستعلاء عن الموظفين بالمعنى الواسع للكلمة، ويحاسبون غيرهم على الخطأ ولا يحاسبون أنفسهم، وهذه النوعية من المسؤولين تكون حياتهم جامدة وتلهيهم عما هو حادث في اللحظة المحدودة ويكونون عقبة حقيقية أمام تطور فريقهم ونجاح مؤسستهم أو جهة عملهم، فبدلًا من أن يروا في النقد فرصة للتحسين والتطوير، يعتبرونه هجومًا شخصيًّا أو تقليلًا من شأنهم.
القاعدة الذهبية تقول تحدث عن أخطائك قبل انتقاد الآخر، وحين يبدأ المرء بنقد ذاته تصبح له قيمة، ولكن كيف يفهم أولئك الذين يصرون على موقفهم وعنادهم وينظرون إلى الموظف على أنه لا يملك صوتًا أو رأيًا ولا يملك اختيارًا أو إرادة، فهم فوق النقد وإحساسهم طاغ بالكراهية نحو كل من يقدم النصيحة، وهذه مشكلة اجتماعية إنسانية مستفحلة تبقي المؤسسة أو جهة العمل أيًّا كانت في عالم الظلام حتى يتم تعديل الاتجاه.