العدد 6062
الثلاثاء 20 مايو 2025
banner
خدعة نفسية
الثلاثاء 20 مايو 2025

 قد تمتزج الأفكار وتتعدد الحاجات منسوجة بأنماط سلوكية تجميعًا من حالة يمر بها الإنسان، ويبدأ في صناعة أوهام الخيال وحكايات العظمة، ويرسم من خلالها العديد من الأمور التي تجعله يحقق إنجازات متوالية يجري خلفها في صدمة مستمرة محاولًا أن يثبت أنه الأجدر بشتى الطرق، ولأنه يسعى بصورة ملحة قد يصل منها إلى مرحلة بناء عالم وهمي بسبب سلسلة من الخيالات التي تقوده إلى التوهم الدائم بما يمكن أن يتسخر له حاضرًا ومستقبلًا.
هكذا يتعامل بعض البشر مع أنفسهم، قد يفصلون القدرات عن الطموحات، وترتفع معايير تلك الأخيرة عن الأولى حتى تكاد تنعدم الحاجة لتطوير الذات لكي تبلغ الطموح، وهذا صعب فعليًّا، لأن المنفذ الوحيد حيال ذلك هو الوهم، واستغلال ما يلازمه أحيانًا لنسج الحيل المؤقتة لنيل المصلحة وتحقيق المآرب الشخصية.
أعزائي القراء، قد نتعرّض للعديد من المواقف المرتبطة بذات النوع من الشخصيات، وهي موجودة بكثرة في واقعنا اليوم، لذا أستغرب ممن يماشي تلك القصة ويساهم في تعظيمها دون وعي وإدراك بأن الأمر قد يتطور من مجرد خدعة نفسية إلى حالة مرضية لها آثار معدية ومؤثرة، حينها سنشكو الألم الذي قد لا يسمح لأي نوع من العلاج بالمرور والتخفيف، فأنا لا أخاطب بمقالي اليوم ذاك الصانع التوهمي، ولكن خطابي لأصحاب العقول النيرة التي تتعاطف مرة ومرة، ظنًّا منها أنها تقدّم عونًا ومساعدة عابرة تحتسب من ورائها الخير للجميع. وهذا التباس فكري في الواقع لأنه يحتاج أصلًا إلى توجيه لإبعاد حالة التوهم التي يمر بها، فهو بحاجة إلى الرجوع للواقع وفهم كيفية تحديد القدرات ورسم علاقتها مع الطموح، بما يخدم احتياجاته بطريقة صحيحة.

وهذه مسؤولية القدوة أينما كانت في تصحيح المسار وتوجيهه بدلًا من التشجيع على الاستمرار في حالة إن صلحت لحالة اليوم فإنها مع الوقت لن تعود بالنفع والفائدة.

كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية