أرغمت صديقاتها على حضور حفل عيد الميلاد الخاص بإحدى صديقاتهن، وكانت لحظة المشاركة حافلة بالفرح والمتعة بالرغم من سوء العلاقات المتبادلة بين الطرفين، وقد أثبتت “س” قدرتها على الإقناع الوقتي لضمان مشاركة الجميع في ذات الحدث.. لكن المشاركة جاءت بخلاف ما كانت تتوقع، بدت الوجوه شاحبة مع ملامح ابتسامة باهتة وحذر شديد من قبل الجميع خوفًا من حدوث أي موقف مفاجئ، وطغت الذكرى باقية طوال الحفلة مع تلك الكلمات المجروحة التي لم تنسها صعوبة ذاك الموقف.
للأمانة، سمعت هذه القصة على لسان إحدى الصغيرات القريبات، ورحت أتذكر بعض الشخصيات من الذين يكرسون مهاراتهم في توسعة الفجوات التي تحصل في علاقات الآخرين بسبب سوء الفهم أو عدم الانسجام والتناغم الفكري، فيأخذون من الكلمات أضعفها وأقساها، عساهم يجدون مدخلًا للتنقل بين العلاقات ويجدون ذات المتعة في الانتقام أو الازدراء، وهي مهنة في واقع الأمر رخيصة وتتطلب الانتباه من أصحاب العقول النيرة في عملية فك الشفرات وعدم التماشي مع هؤلاء الذين ينتقلون مع تبعات الموج.
ربما أصعب من يعاني من هؤلاء الشخصيات السريعة في اتخاذ القرار، والذين يبدون عواطفهم بشكل انفعالي، حيث لديهم الاستعداد للسماح لبعض المؤثرات بالتدخل في إجراءاتهم حيال بعض المواقف التي تتداخل فيها وجهات النظر، وقد يؤدي ذلك لاستغلال البعض في تكريس الوضع لمآرب تحارب الاستقرار النفسي لجميع المشاركين في الحدث، وما اتساع متعتهم إلا بقدر ما ينالون من سبل تعزيز وتشجيع لمواصلة هذا الأسلوب الذي لن يزيدهم إلا انتصارًا آنيًّا ولحظيًّا يفصح عما توافد عليهم من صور كانت هي المؤطر العام لما آلت إليه أنفسهم.
في التشقلب نحو أكثر من اتجاه واللعب بين الحلقة الأقوى والأضعف.
وبشكل عام المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله طال الزمان أم قصر، لكن التحفة تكمن فيمن يسمح له عقله بأن يكون في لعبة المكر ذاتها “كيف؟”.
كاتبة وأكاديمية بحرينية