العدد 6057
الخميس 15 مايو 2025
banner
التوحش في طريق مسدود!
الخميس 15 مايو 2025

 يقول إبراهام يورغ رئيس الكنيست الإسرائيلي الأسبق “لقد أصبحت نهاية المشروع الصهيوني على الأبواب، وهناك احتمال حقيقي أن جيلنا هو الجيل الصهيوني الأخير (...) لقد انتهينا إلى دولة من المستوطنات تُدار من خلال بنية قائمة على القسوة اللاإنسانية”.
هذه خلاصة مركزة – وإن كانت تعود إلى زمن شارون - تنطبق بشكل أكبر على المرحلة الحالية. فبالرغم من حملة الإبادة والتوحش والتدمير ضد الفلسطينيين في غزة، وبالرغم من الدعم الغربي لهذا العمل الشنيع، فإن هذه الحملة باءت بالفشل في تحقيق أهدافها المعلنة. إلا أن هذه السياسات لا تشكل تحولًا دراماتيكيًّا في السياسة الإسرائيلية اليمينية، إنما هي استمرار لتلك الشعارات القديمة التي لم تجد فرصة للترجمة عمليًّا في الماضي، ويشعر نتنياهو حاليًّا أنه قادر على تنفيذها من أجل وأد القضية الفلسطينية. لكن ما عجزت عن تحقيقه الدبابات والطائرات وعرض القوة عبر السنين، انتهى إلى لا شيء. والحلول الأمنية والعسكرية في الضفة انتهت إلى الفشل الكامل أيضًا. والإنجاز الوحيد الذي تحقق هو الإبادة التي أصبحت وصمة عار على جبين إسرائيل وعلى جبين الإنسانية.
 لقد حملت الشعارات الدموية المتطرفين إلى سدة الحكم منذ زمن بعيد، من بيغين إلى شارون وصولًا إلى نتنياهو، حيث تم باستمرار إسقاط الحكومات التي تبدو للحظة أنها أكثر تفهمًا واستعدادًا للتفاوض مع الفلسطينيين. حيث اتضح بأن النخبة السياسية عاجزة عن التعامل مع أي نهج للسلام، لأنها تعتبره فناء لها، نتيجة عجزها عن التحرر من صبغتها التوسعية الاستعمارية الاستيطانية.
 فهي مقيدة بأيديولوجيا الاحتلال والتهجير، وأقامت كيانها على الحرب ونشأت على القوة والتوسع والقسوة. لكن، ورغم الإبادة والتدمير في غزة، وإعادة الاحتلال المباشر لمعظم مدن وقرى الضفة الفلسطينية، وتصاعد سياسة التنكيل، وهدم البيوت، وسرقة الأراضي، فإنها فشلت فشلًا ذريعًا في تحقيق الشعارات التي رفعتها الحكومة اليمينية، فلا هي أوقفت المقاومة، ولا دفعت الفلسطينيين للاستسلام أو التنازل عن حق العودة، ومن المؤكد أنها لن تنجح في إرغامهم على التنازل عن القدس وعن حقهم في إنشاء الدولة الفلسطينية.

كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .