العدد 6053
الأحد 11 مايو 2025
banner
جودة التعليم .. مرة أخرى
الأحد 11 مايو 2025

لم يكن الوقت سخيًا حتى ننجز ما يمكن إنجازه حول جودة التعليم، حول مدى تطابق فكرتنا كأساتذة جامعات مع كبار المسؤولين عن المنظومة، ثم عن القدرة التي تتحول إلى معرفة، فتحقق الجودة، وترتقي المناهج، وتصيب الهدف.
مؤخرًا تحقق لنا ذلك، وكانت الاستجابة من الوزير القدير، سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة وزير التربية والتعليم، فائقة السرعة، بل فائقة الجودة، حيث لم يتردد سعادته في توجيه رسائل للمدارس المجيدة، وتلك التي حققت معدلات عالية في مضامير الجودة ومنحها تميزًا بل وتفردًا واستقلالية في اتخاذ قراراتها بنفسها من دون الرجوع إلى وزارة التربية لاعتمادها.
هذه الخطوة المباركة تؤكد مدى الاستجابة الرسمية لأحلامنا في تحقيق جودة التعليم، والارتقاء بعلوم المعرفة، هو ما يبعث على الثقة ويشير إلى مستوى التفاهم بين الوزارة والمنظومة التعليمية، بل والمنظومة العلمية بمختلف أشكالها وهيئاتها ومراحلها.
إن أثر هذه الرسالة علينا كان كبيرًا من حيث إنه أعطى المدارس تقديرًا على إجادتها ومنحها نيشانًا على تفوقها في تطوير مناهجها، ووسامًا مستحقًا على هذا الإنجاز الذي طالما كان متحققًا وكان متجليًا وكان مؤثرًا، ولكن أحدًا لم يقابل الإحسان بذات الإحسان، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
بكل تأكيد بدأت المنظومة التعليمية منذ مرحلة الحضانة حتى التعليم الأكاديمي تدخل أفقًا جديدًا من الأمل، من التشجيع على الإبداع والإنتاج والجودة والتميز، هو ما سوف يحفز مدارس أخرى، بل وجامعات عديدة على تحقيق الجودة، على الارتقاء بالمناهج والبرامج والمقررات، بل وبالبحث العلمي الذي أصبح مرتكزًا مهمًا من مرتكزات تصنيف الجامعات، ورافدًا أهم من روافد تعزيز القدرة على تخريج أجيال متفوقة ومتميزة وعليمة بأمور الحياة، وشتى المعارف والتقنيات الحديثة.
لقد جاءت رسائل سعادة الوزير بردًا وسلامًا على المنظومة التعليمية برمتها، لتفتح أمامنا أفقًا جديدًا من التقدير لكل من يبذل جهدًا، وكل من يسعى إلى تحقيق التفوق والابتكار والإجادة، هو في حد ذاته يدفعنا إلى التوصية الدائمة بأن نضع نصب أعيننا حالات الإجادة كهدف منصوص عليه في المناهج والمقررات، وكمنصة إطلاق للبرامج القابلة للفوز من أجل تحقيق معدلات تزكية أعلى باستمرار، سواء من هيئة جودة التعليم أو عن طريق مؤسسات التصنيف الدولية المعروفة.
لقد أصبحت جودة التعليم في بلادنا مفتاح لكل طالب عِلم، ولكل مؤسسة تعليمية حتى تحصل على التقدير المناسب الذي يؤهلها على احتلال مكانة أرفع باستمرار، تلك المكانة التي تجعل من المدرسة الوطنية الخيار المفضل لدى أولياء الأمور كي يلتحق أبنائهم بها، ويحققون أحلامهم فيها.
إن جودة التعليم في المدارس والمعاهد ودور الحضانة ومراكز التدريب والجامعات تعد في هذا العصر شهادة اعتراف رسمية بأن تلك المؤسسات قادرة على تخريج أجيال مؤهلة لتحمل المسؤولية، وعلى اعتلاء أهم المناصب، بل والإجادة في أي موقع عمل وأي مهمة رسمية أو مهنية. من هنا جاءت يقظة وزارة التربية والتعليم من خلال وزيرها القدير ليضع الحصان أمام العربة، والجميع أمام مسؤولياته.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .