العدد 6039
الأحد 27 أبريل 2025
3 أيام في الكويت
الأحد 27 أبريل 2025

كنت وما زلت أرى في دولة الكويت الشقيقة شغفا خاصا منذ دراستي الجامعية حتى وقتنا هذا، ستظل محاسن الصدف، والعلاقات الأخوية الحميمة مع الأشقاء في الدولة الحبيبة، والأحداث العلمية تجمعنا، بل وتذكرنا بأيام العنفوان والشباب، والشعور الوطني بأن “ بلاد العرب أوطاني“. الكويت بمثقفيها، بصحافتها وفنانيها، والكويت بقيادتها ومؤسساتها العريقة، ما زالت توقظ الأحلام فيما بقي من عمر، وما ينبت فوق الأرض العمار من طموح.
الأسبوع الماضي قضيت ثلاثة أيام بالكويت مع وفد مرافق من الجامعة الأهلية للمشاركة في مؤتمر “كيو اس” بتصنيف الجامعات، وهو مؤتمر عالمي تخلله تجمع اتحاد الجامعات العربية ومناظرة علمية شاركت فيها شخصيات علمية وأكاديمية عربية ودولية بارزة، من بينهم رؤساء جامعات ومسؤولون كبار وعمداء كليات وعلماء. المناظرة كانت تدور حول سؤال محدد بنسب محددة من المشاركين على طريقة “مع أو ضد“، ومن حسن الطالع تم اختياري كمحاور للمناظرة التي طرحت سؤالا مهما حول مدة بقاء رؤساء الجامعات لأكثر من فترتين من عدمه.
وقد بدأت المناظرة بتحديد نسبة 65 بالمائة مع بقاء رئيس الجامعة لأكثر من فترتين و35 بالمائة مع عدم التجديد له أكثر من فترتين، وبدأ الحوار بين فريقين والتصويت على كل حالة على حدة، وما إذا كانت النسبة ستميل أو تتحرك لصالح “مع أو ضد“، وبالفعل فاز الرأي المنحاز لبقاء الرئيس أكثر من فترتين، ربما لأن رجاحة التبريرات والقدرة على التوضيح غير المخل كانت أكثر دقة من الأسانيد التي كانت تؤيد عدم بقاء رئيس الجامعة لأكثر من فترتين متتاليتين.
رغم ذلك، ولأن قانون المناظرة كان يفرض القطع بالرأي، إلا أن استقرار العمل المؤسسي في رأيي يساهم من دون شك في تأكيد الارتقاء بتصنيف المؤسسة العلمية بشرط أن يكون المسؤولون عن تلك المؤسسة قادرين على استيعاب تحديات المراحل المتعاقبة، بالإضافة إلى توفر إدراكهم الأكاديمي بأهمية التوافق وتحسين العمل الإداري والأكاديمي والارتقاء به حسب الشروط والمتطلبات التي تحافظ على مكانة المؤسسة العلمية والارتقاء بمناهجها واستيعاب حركة التحديث العلمية المستمرة، والتعاطي مع التكنولوجيا الفائقة بكل كفاءة واقتدار.
ربما تكون فترتان للرئاسة كافيتين لتحقيق النمو والتطور وربما يكون التغيير مفيدا في حالات بعينها، حيث إن التغيير من أجل التغيير فقط قد يؤدي إلى تفريغ مؤسساتنا العلمية من العقول المهمة والكفاءات النادرة، من هنا كانت القاعدة بالنسبة لي القدرة على تمكين الجامعات ووضعها ضمن مناخ تنافسي قادر على استيعاب حركات التحديث المستمرة في دنيا العلوم والفنون والآداب. 
في جميع الأحوال كانت المناظرة ضرورية، والتجمع العلمي بدولة الكويت موحيا لنا بأفكار جديدة، وعلاقات متينة تعزز التبادل الطلابي والبحثي والأكاديمي الذي يضع بلادنا على خريطة التقدم والحضارة والبناء على المراحل وليس إبادتها أو حرقها أو عدم الاستعانة بها، فلكل حادث حديث، ولكل ظرف ضرورة وسبب ونتيجة ولله في خلقه شؤون.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .