هذه الأهزوجة طالما رددتها جماهير المحرق في المدرجات، ولكنها هذه المرة كان لها ملمس آخر على قلوب العشاق، كانت الأصدق تعبيرًا عن مشاعرهم في ليلة حسم اللقب التاريخي لدوري ناصر بن حمد الممتاز. ليلة لا تُنسى، تزيّنت بأفراح حمراء وابتسامات ارتسمت على وجوه جماهير “الذيب”، الذين صبروا كثيرًا، وانتظروا طويلًا حتى عاد فريقهم إلى منصات التتويج بعد غياب دام 6 مواسم. نعم، عاد “الذيب” مجددًا ليكتب فصلًا جديدًا في تاريخه، وعادت البهجة لجماهير المحرق الذين غنوا بأفراحهم، ولاح لهم الأمل مرة أخرى في أن الفريق لا يزال في القمة.
وها هو المحرق يعود من جديد، بطلًا لدوري ناصر بن حمد الممتاز، وهو اللقب الأول له بالمسمى الجديد. العودة هذه لم تكن عادية، بل جاءت بعد موسم مثير كان عنوانه “العمل الجاد والإصرار”، بعد فترة غياب عن منصات التتويج طالت 6 سنوات. وأكثر ما يميز هذا التتويج هو حسم اللقب قبل 4 جولات من نهاية البطولة، وهو ما يدل على قوة الفريق وعزم اللاعبين في فرض هيمنتهم على البطولة.
تتويج المحرق هذا الموسم لم يكن مجرد تتويج معنوي، بل هو تتويج بالأرقام والحقائق، حيث حقق الفريق حتى الجولة الماضية، 15 فوزًا كأكثر الفرق فوزًا، وسجل 49 هدفًا كأقوى خط هجوم في المسابقة، واستقبل فقط 12 هدفًا كأقوى دفاع كذلك. هذه الأرقام تعكس مدى التوازن الفني الذي تمتّع به الفريق هذا الموسم، وتدل على فريق يعرف كيف يهاجم وكيف يدافع، ويُجيد التحكم في المباريات من بدايتها إلى صافرة النهاية. فعندما يكون الفريق الأقوى هجوميًّا والأصلب دفاعيًّا، فإن تتويجه لا يكون مفاجئًا، بل مستحقًّا بامتياز.
العمل الإداري المتميز الذي شهدناه هذا الموسم كان له الفضل الكبير في عودة الفريق إلى سكة البطولات. فالإدارة المحرقاوية وضعت نصب عينيها إعادة الفريق إلى القمة، ونجحت في تجميع عناصر مميزة من المحترفين ولاعبي منتخبنا الوطني الذين أدوا مهامهم بأفضل صورة. شراكة اللاعبين المحليين مع المحترفين كانت السر وراء هذا التألق، حيث كانت الروح الجماعية هي السمة الأبرز التي تحكم كل مباريات الفريق.
صحيح أن المحرق عانى من غياب الألقاب في السنوات الماضية، لكن هذا الغياب كان فرصة للفريق لتقييم ذاته والعودة بشكل أقوى. وفي هذا الموسم، شاهدنا المحرق يعيد بناء نفسه بقوة، ويكسّر حاجز الصيام عن البطولات.
لقد أظهرت البطولة أن المحرق ليس فقط من أندية البحرين الكبيرة، بل من الأندية التي تصنع الفارق في كل موسم. فعودة المحرق إلى المنصات تثرِي المسابقات، وتضيف الإثارة والندية في البطولة. فعندما يتوج المحرق، يتعزز التنافس وتزيد قوة المسابقات بشكل عام.
وأخيرًا، لا بد من الإشارة إلى أن المحرق بعد هذا اللقب، لن يتوقف هنا. الفريق أصبح أكثر إصرارًا على المنافسة في المستقبل، ولن يكتفي بلقب واحد، بل سيتطلع دائمًا إلى الحفاظ على هذا التفوق.
“يا محرق يا جميلة”، كانت ليلة العودة هي الأجمل لجماهير المحرق، لكن الأجمل من كل ذلك هو أن هذه العودة ستكون بداية لمرحلة جديدة من التألق.
* مشرف فريق الرياضة بصحيفة البلاد