العدد 6041
الثلاثاء 29 أبريل 2025
خدعة أم حلوى!
الثلاثاء 29 أبريل 2025

غرتكم “الماركة” بغرورها، ونفوسكم بكبرها.. ألم تكونوا تعلمون، أم علمتم وتغابيتم بغية الاستعراض واستغراقًا في المظاهر الزائفة أن الماركات العالمية ليست سوى خدعة؟ هل فضلتم أن “تخدعوا على أن تعطوا الحلوى” في “عيد رعب” المنافسة التجارية، واحتكار الرأسمالية العالمية؟
لطالما رفعنا عقيرتنا بالتلميح تارة، وبالتصريح تارة أخرى، بأن مدمني الماركات العالمية مستهلكون غير واعين لسلوكهم تحت نشوة الاقتناء لكل ما هو مشهور من العلامات التجارية، أكانوا بحاجة لها أم لا، وإن بذلوا في سبيل ذلك آخر فلس في حساباتهم البنكية؛ فتراهم مأخوذين ببريق الماركة التجارية العالمية. هذا الانبهار والإدمان الذي يعلله مستهلكو “البراندات” المشهورة على أنه ذكاء استهلاكي، حين يقتنون المنتجات ذات الجودة العالية والمصنعة بمواد خارقة أحضرت من عالم آخر لتصنع لهم خصيصًا بمواصفات استثنائية لا تتوفر إلا لدى شركات ومصانع الماركات.
لطالما نوّهنا إلى أنه لا وجود لشيء اسمه “ماركة”، وأن لا فرق بين هذا المنتج وسواه من المنتجات الأقل شهرة، وأن لعبة الرأسمالية العالمية قد انطلت عليهم، خصوصًا في دول الخليج التي ينتعش فيها الاقتصاد ويرتفع فيها دخل الفرد، لتصبح القدرة الشرائية عالية نسبة للدول الأخرى التي تقل فيها نسبة دخل أفرادها. كذلك، فإن النزعة العارمة لدى البعض للتظاهر بالغنى، وحب المظاهر، وعرض الممتلكات باهظة الثمن المنسوبة لشركات عالمية شهيرة، بسبب العولمة وطغيان وسائل التواصل الاجتماعي، حدا بهم لعرض تلك الماركات العالمية بصورة مقززة ومستفزة للمتابعين لهم من الطبقات الاجتماعية الدنيا والمتوسطة، أولئك الذين يقتنون الماركات الأقل رواجًا وسعرًا؛ ليكتشف هؤلاء أنهم خدعوا بسحر الماركات العالمية التي لا تختلف قيد أنملة عن تلك التي يقتنيها العوام، وليكتشف أولئك أنهم كانوا يشترون الماركات العالمية ذاتها، لكن باسم آخر وبسعر أقل.
هذا الولع بشراء الماركات العالمية لم يكن مكلفًا لأولئك فحسب، بل هو ضرب من الإسراف والبذخ الذي لا مبرر له، وإن اخترعت الأسباب. قال الإمام علي بن أبي طالب (ع): “ما أنفقت على نفسك وأهل بيتك في غير سرف ولا تبذير، وما تصدقت به فهو لك، وما أنفقت رياء وسمعة فذلك حظ الشيطان”.

كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .