تتجه الحكومة لتطبيق برنامج الضمان الصحي "صحتي" في الفترة القادمة الخاص بتقديم الرعاية الصحية الشاملة لجميع المواطنين بهدف تحسين مستوى الصحة العامة. وأهم مبدأ في الرعاية الصحية هو مبدأ تعزيز الرعاية الذاتية في المجال الصحي، ومن أهم وسائل تعزيز الرعاية الصحية الذاتية هو تشجيع أفراد المجتمع على ممارسة النشاط الرياضي بانتظام، ما يخفف العبء على أنظمة الرعاية الصحية.
من هذا المنطلق نرى ان ادراج أشتراكات الأفراد في الأندية والبرامج الرياضية تحت مظلة برنامج الضمان الصحي "صحتي" سيشجع جميع افراد المجتمع البحريني على ممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية وبشكل منظم، ولذلك العديد من الفوائد على الصعيد الصحي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي، نذكر منها ما يلي:
تسهم ممارسة الأطفال والبالغين للنشاط البدني في الوقاية من الإصابة بالأمراض غير السارية مثل امراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وداء السكري، وتقلل أعراض الاكتئاب والقلق، وتغرس لديهم أساليب حياة صحية من خلال مقدرتهم على المشاركة في الانشطة والبرامج الرياضية التي ستساعدهم على البقاء نشطين.
تعاني الكثير من النساء في المجتمع البحريني من السمنة المفرطة نتيجة عدم تمكنهن من ممارسة الرياضة لوجود العديد من العوائق أمامهن ومن أهمها القدرة المادية لكون أغلبهن من ربات البيوت. فتمكينهن من ممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية من خلال تغطية الضمان الصحي لاشتراكاتهن في الأندية الرياضية سينعكس على حالتهم الصحية والنفسية والاجتماعية، كما سيساعدهن على إظهار مواهبهن الرياضية، وإبراز مهاراتهن وقدراتهن في مجال عملهن وحياتهن الاجتماعية.
مع تقدم العمر، ممارسة الرياضة مهمة للحفاظ على صحة كبار السن ووقايتهم من الإصابة والأمراض المزمنة. كما تساعد على استقرار الحالة الصحية لأصحاب الأمراض المزمنة ومنعها من التطور نحو الأسوأ، وللرياضة أهمية كبيرة لذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، إذ تساعد على تحسين أدائهم البدني وتطوير مهاراتهم الجسدية وتأثيرها الايجابي المباشر على صحتهم النفسية والانفعالية.
في الوقاية من المخدرات تبرز الرياضة كأداة فعالة، حيث تعزز الأنشطة الرياضية والترفيهية الصحة النفسية والجسدية لدى الشباب، وتقلل لديهم من مستويات التوتر والاكتئاب، وتعزز عندهم الشعور بالثقة بالنفس والانتماء والتعامل مع تحديات الحياة بشكل أكثر فاعلية. وتشكل ممارسة النشاط الرياضي والترفيهي خطوة جوهرية نحو مجتمعات صحية خالية من المخدرات والسلوكيات المنحرفة.
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن قلة النشاط البدني ستكلف نظم الرعاية الصحية العامة في الفترة الواقعة بين عامي 2020 و2030 حوالي 300 مليار دولار أمريكي (أي قرابة 27 مليار دولار أمريكي سنوياً) إن لم تخفض معدلات قلة ممارسة النشاط البدني، فتغطية الضمان الصحي الوطني للنشاط الرياضي لأفراد المجتمع سيكون إحدى أكثر الأدوات فعالية بالنسبة للتكلفة وأكثرها تنوعاً للترويج لحياة صحية، وسيسهم في الارتقاء بمنظومة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين.