لقد كانت للزيارة الميمونة التي تفضل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حفظه الله ورعاه، بالقيام بها ليلة الثلاثاء الماضي لمجلس عائلة الحواج الأثر في نفوسنا جميعا، فقد أدخلت علينا البهجة والسرور، والأمل في نفحات مباركة بدأت تحل علينا مع قدوم شهر رمضان الفضيل، صحيح أن المجالس الرمضانية وتثبيتها لوشائج المحبة وتقوية صلات الرحم بين الأهل وتأكيد لحمة المجتمع البحريني المتحاب الواحد قد أصبحت سمة من سمات هذه الأيام المباركة، إنما الأكيد أن زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لهذه المجالس قد أصبحت تضفي عليها أهمية بالغة من حيث اهتمام القيادة بمشاركة الناس أفراحها وأتراحها، وأفكارها وهمومها، مشكلاتها وما يشغل المجتمع البحريني خلال هذه المرحلة من مراحل نمائها المستدام ، ورؤية البلاد لملامح الرؤية الشاملة لسمو ولي العهد 2030 - 2050م.
لقد كان سموه حفظه الله ورعاه بمثابة الطريق الجديد المستنير الذي يمد يد التعاون مع القطاع الخاص لكي يساهم بجلاء واقتدار مع الحكومة الرشيدة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة أن هذه العملية كطائر خلاق لا يمكن له التحليق إلا بجناحين أحدهما يحمل علم الحكومة، والآخر يحمل علم القطاع الخاص، وكلاهما يحملان علم مملكة البحرين الحبيبة، جعله الله عز وجل مرفرفا في سماواتنا، حيا موحيا مشرقا على مختلف روابينا ومؤسساتنا.
إن مجالسنا الرمضانية البحرينية أصبحت بمثابة المنابر الإنسانية والاجتماعية المباركة التي يطلع فيها الأهل والأصدقاء على أحوال بعضهم البعض، وكثيراً ما يتم إيصال ما قد ينقطع من صلات لسبب أو لآخر، وأغلب الظن أنه في تلك المجالس، “يطيح الحطب” مثلما يقال، وأن خطوط التلاقي، وحظوظ المجتمعين تكون كبيرة في أن يلتقي صديق مع صديقه، وقريب مع قريبه، ومسؤول مع رئيسه، هو ما شعرت به وشعر به إخواني وجميع الحاضرين في تلك الليلة الرمضانية المباركة، وسمو ولي العهد حفظه الله ورعاه يهل علينا بابتسامته المعهودة، وثقته البالغة في شعبه وناسه، مستلهمين جميعا أنبل العبر والتوجيهات من مليكنا المعظم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، الذي رسخ أواصر المحبة والتسامح والتعايش السلمي بين مختلف كيانات وأفراد المجتمع البحريني والمقيمين على أرضه الخالدة، مما جعل من مملكتنا الفتية المكان المفضل للعيش وممارسة الشعائر والمناسك والعبادات لجميع الشعوب المتحابة على وجه المعمورة.
لقد مر منتصف الشهر الكريم، بسرعة غير معهودة، لا لشيء إلا لأنه كان شهر خير وبركة، وأيامه لا تنسى، شعائره، لياليه، مجالسه، التي تم تتويجها بزيارة سمو ولي العهد لمجلسنا، وللعديد من المجالس الرمضانية في هذا الشهر الفضيل.
لقد عشنا مع سموه لحظات كانت هي الأبهى والأكثر إشراقا في وقت كنا بالفعل، في أشد الاحتياج لتلمس مستقبلنا وإعادة النظر في العديد من أمورنا، حيث كان سموه كعهدنا الدائم به شعلة متقدة من الأمل والطموح، والإشارات المؤكدة للحمة مجتمعنا، ووحدة أهدافه، وتماثل طبيعته، وكل عام وقيادتنا الحكيمة، وحكومتنا الرشيدة وشعبنا الوفي، ومجالسنا الرمضانية المباركة بألف خير.