بدأت أجمل أيام السنة وواجب علينا أن نستثمرها أفضل استثمار، هذه الأيام المباركة التي تعظم فيها الحسنات من الممكن أن نستغلها أيضا فيما هو مغاير للعبادات، كالاستثمار في صحتنا الغالية، فمراجعة النفس ومراقبتها والوقوف على جميع الأخطاء التي نقوم بها طوال السنة خلال الشهر الفضيل كفيل بإيجاد مجال للتصحيح مع بعض الممارسات البسيطة، كالتأني في عملية الإفطار والتفكير فيما سنقوم بإدخاله إلى معدتنا التي كانت في حالة سبات طوال اليوم وقد تصدم بكمية السعرات التي سنبلعها معللين ذلك بأننا صيام طوال اليوم ويصح لنا أن نأكل كما نشاء، وهو أمر يتنافى مع السنة النبوية التي تقول إننا قوم لا نأكل حتى نشبع، ويجب أن نترك مجالا للتنفس والشرب، بالإضافة إلى حيز للطعام.
هذا كله يتلاشى للأسف بمجرد سماع صوت الأذان، ولا أنزه نفسي عن السادة القراء فقد قمت مسبقا بكسر صيامي بـ “سمبوسة مقلية على الطاير”، لكنني عاهدت نفسي هذا العام أن أفكر قليلا قبل الهجوم على مائدة الإفطار وبلع الأخضر واليابس في محاولة لسد جوعي الذي لا أشعر به أصلا بعد ثوان من بدء الأكل، لكنه عقلنا الباطن الذي يخيل لنا أننا في حالة تصحر ونحتاج لما يروي عطشنا ويملأ معدتنا ويرفه عنا بصحن تلو الآخر دون توقف من ساعة انطلاق أذان المغرب حتى الإمساك! فارحموا بطونكم وفكروا في صحتكم، واجعلوا الشهر فضيلا على صعيدي العبادات والاهتمام بالصحة بالخروج منه مع خسارة بعض الكيلوجرامات بدلا من زيادة الوزن والمعاناة طوال العام لخسارة ما نتج عن السمبوسة واللقيمات والبقلاوة والكنافة وما لذ وطاب.