وقف وزير الطاقة السعودي ليدلي بخطاب عميق في جمهورية مصر العربية أمام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لم يكن ذاك الخطاب ملموسا في ظاهره فقط، إنما كان جليا واضحا في عمقه، وبقوة فيما بين السطور والكلمات، هذا الخطاب الذي تحدث عن حجم الاستثمارات المتعلقة بقطاع الطاقة، التي قامت بها المملكة العربية السعودية في جمهورية مصر العربية، والتي بلغت هذا العام 500 % مقارنة بالعام الماضي، وعدد المشاريع الكبيرة التي دارت بين البلدين في قطاع الطاقة والاستثمار، وإعداد المشاريع والأيدي العاملة وحجم الاستثمارات، كل ذلك لم يكن سوى “رتوش” لما هو أعمق وأهم في طيات هذا الخطاب الأصيل الرشيق الذكي في جميع مضامينه وحروفه ومعلوماته.
حيث كان وزير الطاقة السعودي يؤكد في كل حين وبين كل كلمة وأخرى مدى أصالة العلاقات بين البلدين وعمقها، بل إنه وصف نفسه بأنه مواطن سعودي قلبه مصري، وأنه وكل مواطن سعودي يعشق مصر ويذوب في حبها، وارتجل في وصف مصر وحبه لها وحب شعبها، واستخدم كلمات لم تأت من عدم أو فراغ! إنها كلمات مدروسة تماما، فكل إشارة قام بها وزير الطاقة السعودي من خلال الكلمة أو الإيماءة الجسدية أو حتى طريقة عرضه أمام الرئيس المصري، كانت تحمل دلالات ورسائل قوية ومدروسة لكل من له باع في حقل السياسة، وتوضح مدى ترابط المواقف المصرية السعودية.
وأن الدولتين تكملان بعضهما، في إشارة لامعة لا غبار عليها لثبات المواقف وتكاملها بين الجانبين، وعدم اختراق صفوف البلدين أو تعكيرها من أية جهة كانت.
لقد كان الخطاب بمثابة إعلان حقيقي لمساندة القيادتين بعضهما البعض فيما يتعلق ليس فقط بالقرارات الاقتصادية أو الاستثمارية، إنما أيضا فيما يتعلق بالمواقف والآراء السياسية، خصوصا ما تمر به المنطقة حاليا من محاولات رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط، وتهجير سكان قطاع غزة، وهو ما ترفضه جمهورية مصر العربية بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية دون أدنى شك.
ويعتبر خطاب وزير الطاقة السعودي متكاملا عميقا، وشمل أرقاما وحقائق ووقائع ومضامين مهمة فيما يتعلق بإبداء وحدة الرأي وكمال الموقف وذوبان الشعبين في بعضهما، ولا أفضل من ذلك رسالة حقيقية وواضحة لأي طرف يحاول التلاعب أو فرض سيطرة خارجية على زمام بلدين بثقل كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.
كاتبة وأكاديمية بحرينية