كنت أظن أن علاقتي بالـ “سوشال ميديا” علاقة خجولة أو محدودة نوعًا ما، فأنا أملك حسابًا فيه 17 ألف متابع (حقيقي) دون عناء الشراء كما يفعل البعض، لكني كنت أراه رقمًا محدودًا مقارنة بمئات الآلاف من الحسابات الموجودة في الفضاء الإلكتروني التي يتابعها الملايين، فكنت أظن أن مجموع متابعيّ الحقيقيين ما يزال رقمًا صغيرًا في ذلك الفضاء الحر، خصوصا أن الكل يتفنن في نشر الفيديوهات والصور، فيما اقتصرت أنا على مقالات الرأي الخاصة بي ونشر بعض إنجازاتي، بالإضافة إلى تشجيعي المنتجات المحلية التي لا أتقاضى فلسًا واحدًا مقابل ما أنشره عنها!
لكنني كنت أتفاجأ في كل مرة أتحصل فيها على إطراء حقيقي من قبل أصحاب الأعمال الصغيرة الذين ساعدتهم في نشر معلومة أو أي صدى عن منتجهم، وكيفية مساهمتي في النشر عنهم في زيادة مبيعاتهم وأرباحهم وانتشارهم، حتى أنني كنت أظن أن الموضوع به مجاملة ما! لكنني قررت أن أركز على أرقام الإحصائيات التي يطلعني عليها حسابي بين الفينة والأخرى، وذهلت عندما وجدت أن مجموع الأشخاص أو الحسابات التي تطلع على حسابي شهريًا لا يقل عن 70000 متابع أو حساب، وإنه لرقم كبير أكتبه أيضًا بالحروف لهوله، فسبعون ألفًا ويصل أحيانًا إلى خمسة وسبعين ألفًا رقم بالفعل يعبر عن الاهتمام بما أقدم، خصوصًا أنني في العام المنصرم ركزت على نشر مقالاتي دون الاهتمام بنشر أي من الصور الشخصية سوى القليل! كما كنت أجد رمضان من كل عام فرصة حقيقية لتبادل المنفعة مع النساء والفتيات حول آخر الجلابيات و “النقصات” وغيرها، لكن هذا كله كان قليلًا جدًا مقارنة بالأعوام الماضية، ما جعلني أتساءل حقًا حول مدى إمكانية أن تكون الكلمة هي الجاذب الحقيقي للآخرين.
وأن يكون الجميع قد ملّ مشاهدة الصور والفيديوهات وبدأ يركز على محتوى مكتوب أو مسموع أو حتى محتوى بصري مفيد، وعليه فقد انتابتني سعادة غامرة أساسها الثقة الحقيقية المتبادلة بيني وبين الآخرين ممن يطلعون على كل جديد أقدمه، وكذلك استيعاب الجمهور أهمية الكلمة والمحتوى المكتوب في الفضاء الإلكتروني، وهو أمر مشجع حقيقة للجيل الجديد ويبعث بالأمل نحو إمكانية أن تعود الكلمات ورجعها على المجتمع بما هو مهم ومفيد، وأقولها أخيرًا “يا مئة مليون مرحبًا بكل متابع وقارئ، وخمسة وسبعون ألف أهلًا وسهلًا ربي يحييهم”.
كاتبة وأكاديمية بحرينية