العدد 5941
الأحد 19 يناير 2025
الوعي في الاستهلاك قبل فوات الأوان
الأحد 19 يناير 2025

جلست مع أحد المتقاعدين، وبدأ يشكو حاله من هذا الارتفاع في الأسعار وصرف معاشه الذي بالكاد يكفي لمنتصف الشهر وسط مطالب أبنائه وبناته بمزيد من الرفاهية، لكنه أيضا كان حكيما وتحدث لي عن الكثير من الحلول التي تخص العادات الاستهلاكية التي من الممكن الالتفات إليها لتقليل عبء الصرف الكثيف، وأنه يصعب تطبيقها في هذا الزمن من قبل أجيالنا الشابة لا لشيء سوى تقليد الغير!
يقول صديقنا المتقاعد إن الرفاهية المطلقة باتت تؤزم الحياة بدلا من أن تسهلها، ففي ذلك الزمان كان عصير الليمون الطازج حلا لأزمة الضيوف وجمعات العائلة، لكننا اعتدنا على العصائر المبسترة والمشروبات الغازية التي بدورها تعتبر رفاهية دون أدنى فائدة، بل إن أضرارها تطغى وتفيض على أي جانب آخر، ناهيك عن ارتفاع أسعارها. قديما كان الفرد لا يشتري سوى للحاجة، أما الآن فبتنا نشتري لأنه موسم تخفيضات، أو أننا قد نحتاج هذا الغرض أو لأنها موضة، وينتهي المطاف برمي الغرض دون الاستفادة منه لانتهاء صلاحيته وعدم حاجتنا له أو انتهاء موضته دون أدنى فائدة! في ذلك الزمان كان يكفي أن يشتري كل شخص معطفا أو قطعة مناسبة للشتاء ويتم شراء غيرها إذا ما ضاقت علينا أو اهترأت، أما الآن فكل شتاء يجب أن نضع ميزانية لملابسه رغم أنه يزورنا لأيام معدودة لا غير، لكننا بتنا نخاف لبس ما لبسناه في الشتاء الماضي فيتم وصفنا بالفقر أو البخل أو الحاجة! وغيرها من الأمور التي يؤكد المتقاعد أنها تحتاج للوعي من قبل الشباب، فالاستهلاك دون وعي يشكل عبئا كبيرا على الأهالي وخصوصا المتقاعدين منهم الذين هم بحاجة حقيقية إلى الاستمتاع بحياتهم بهدوء بعيدا عن صخب الطلبات والحاجة التي لا تنتهي!.
 

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية