العدد 5928
الإثنين 06 يناير 2025
أطفالنا أمانة في أعناقنا
الإثنين 06 يناير 2025

الكثير من الألفة والمحبة في تلك الذكريات الخالدة، في لمسات من تحب، في دعاء الوالدين، في كلمة تشجيع من مدرسك، في انبهارنا بلاعبنا المفضل، والكثير من الأشواق والذكريات نحملها بين طيات اللاوعي، لذا يقال: من كان يعيش طفولة سعيدة يظهر عليه الأمر، ومن يعيش طفولة قاسية إما أن تصبح عائقا وعقبة أمام تطوره في حياته، أو أن تكون تحديا لبناء شخص ناجح رغم الأزمات. وبين طيات الطفولة الكثير من المواقف التي نعيشها فترسم وتحفظ في خزان الذكريات لدينا؛ لذلك لا يجب أن نعتقد أن الطفل لا يفهم، أو أن تلك المواقف قد تمر مرور السحاب، فكل طفل منذ لحظة ميلاده هو ذاكرة حية لكل لمسة وكل همسة وكل شدة وكل لين؛ لذلك رفقا بصغارنا في كل تصرف من الممكن أن نقبل عليه وقد يشكل عقبة في طريق تطورهم ونموهم واستقرارهم النفسي.
ولا يعني كل ما ذكرت أنني أدعو إلى طفولة تخلو من العقاب أو التوبيخ، فلكل فعل ردة فعل، وعدم وضع النقاط على الحروف في تعاملنا مع أطفالنا سيتشكل لاحقا في صورة شخصية أنانية لا مبالية تحصل على كل ما تريد، أو أننا نخلق شخصا مكتئبا لديه كل ما يريد.

فالمضحك المبكي أن أكثر الناس عرضة للاكتئاب هم الأشخاص المترفون المدللون الحاصلون على كل ما يريدون في هذه الحياة! وإن دل ذلك على شيء، فهو يدل على ضرورة التوازن حتى في التعامل مع الطفل منذ الولادة إلى سن البلوغ، وأطفالكم فلذات أكبادكم أمانة في أعناقكم!


كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية