الانتقال بين الأيام أصبح سريعا، يكاد يكون كسرعة البرق، أتذكر عندما كنت صغيرة كان اليوم طويلا ومملا بشكل لا يصدق، خصوصا في وقت الإجازات اذا ما قررنا الجلوس في البيت للراحة دون برنامج خارجي، أما الآن فالإجازات تبدو كلمحة عين اسرع من البرق. لكن الأدهى من ذلك كله ان ذلك محسوب من أعمارنا!
في صغري كنت أرفع رأسي في المساء لأعد النجوم التي كانت كثيرة ولا أذكر أنني استطعت في أية مرة ان أنجح في عد هذا الكم الهائل من الأجرام اللامعة، فغالبا ما كنت اضطر أن أعيد العد إلى أن أيأس من استطاعتي القيام بذلك! أما الآن فقد اختلف الموضوع تماما وأصبح العد سهلا، لأنني كلما رفعت رأسي وجدت السماء خالية من النجوم، أو أن بها نجما او اثنين لا غير! و لا أعلم أين ذهبت النجوم! في صغري كانت الحياة أيسر، فزيارتنا للأقارب كانت تعد “طلعة” لكن الاغلبية الآن يرون أن الانتقال من منزلهم إلى منازل الآخرين بهدف صلة الرحم لا يعد طلعة ولا زيارة بل واجب مجبرون عليه! في ذاك الزمن كانت المشاعر أصدق، و أقيم، فهناك جهد مبذول للقيام بالواجبات من تهنئة عرس أو واجب عزاء أو حتى زيارات الأعياد، اما الآن فقط أصبحت رسالة في الهاتف وعلى برنامج الواتس اب وقد تكون بلا مشاعر! هي الأكثر انتشارا! فهل ودعنا ذاك الزمان بلا رجعة؟.