أتعجب حقيقة ممن يتعمد أن يقلل من إنجازات شخص ما، خصوصا إن كانت امرأة، لا لأنني أدافع عن بنات جنسي، لكنني أرى المرأة كائنا لطيفا وإن بدر منها ما بدر إلا أنها لا تصل إلى قساوة قلوب بعض الرجال، وأكرر (بعض) لأنفي الصبغة عن جنس كامل يوجد به القاسي واللطيف ومتطرف الأحاسيس. لكنها المرأة وحدها التي تحمل في مكنوناتها مزيجا كاملا من المسؤولية والحب والعشق والدلال والاهتمام والمثابرة والجد، يزيد أو ينقص حسب مكانتها وموقعها، فتراها في كل الحالات وهي أم ذات مسؤوليات، وتكون في ألطف طاقاتها وهي فتاة، وتلمس حزمها وشدتها وهي على رأس عملها، ولا أجد تنوعا واضحا واختلافا منهجيا حقيقيا ومقصودا إلا في شخص المرأة وحدها دون عن غيرها.
وفي عالم السيدات، حيث الحياة ليست وردية كما يخيل للبعض، فهناك الكثير من المهمات التي تكلف بها المرأة من اهتمام بالعائلة والأهل والصديقات والكثير من الواجبات الاجتماعية والأسرية والكثير من المسؤوليات في نطاق العمل، وبما أننا في القرن الحادي والعشرين حيث الغالبية تعمل وتبني وتشارك في تكوين مجتمع حقيقي معاصر، فالمرأة عليها الكثير والكثير من الواجبات المقدمة تجاه المجتمع الذي بات ينتظر منها نجاحا ساحقا وتواجدا إيجابيا ومثالية ترهقها في المقام الأول، فاعتياد المرأة على النجاح بات أمرا حاسما في حياتها، وغير قابل للنقاش، فتجدها كالمحارب المتأهب للدفاع عن حياته وأرضه ووطنه وأطفاله، والذي لا يرمش له جفن ولا يهدأ له بال، ثم يسأل أحدهم ماذا قدمت المرأة؟!
لذا أحببت أن أقول لكم إن المرأة نصف المجتمع ويزيد على ذلك أنها المجتمع كله، فهي من ربت النشء ذكورا وإناثا وسهرت الليالي وقدمت التضحيات، فوجود يوم لها في مجتمع يحترم مكانتها ترجمة لشكر وعرفان لدورها على مر السنين وفي كامل الحضارات، وهكذا نحن النساء نحب أن نكون مميزات ومختلفات، هكذا على مر العصور.