التطور الملحوظ الذي نلمسه في كل نسخة لمهرجان البحرين السينمائي، يحتاج للبناء عليه والثناء على القائمين على هذا المهرجان الذي بات أكبر من تجمع لنجوم السينما وصناعها، بل أصبح ملتقى للتجارب الملهمة القادمة من مختلف أنحاء العالم في صناعة الأفلام، وأصبح المهرجان واحة حقيقية لورش عمل ثقيلة لفنانين كبار، وكذلك لتجارب شبابية ناجحة وملهمة وتحتاج لتسليط الضوء عليها.
الأهم من هذا كله هو التوافد الكبير لعموم الفنانين وكبار النجوم لحضور المهرجان، والذي يعكس مدى أهمية البحرين ليس فقط في المنطقة، إنما في قلب العرب أجمعين، فكثير من الفنانين لبوا دعوة المهرجان لأنه مهرجان بحريني من بلد معروف بطيبة أهله واستقبالهم التجارب المختلفة وتذوقهم الفن والأدب، وإن كان لا يزال الشوط بعيدا نوعا ما لكي يتحصل كل فنان بحريني على قدره الحقيقي ويصبح متفرغا تماما لأعماله الفنية ولا يكون بحاجة إلى أية مهنة أخرى لتكسب الرزق، وهو التحدي الأكبر الذي قد يعيشه صناع هذه المهنة التي تحتاج إلى دعم كبير وترويج عظيم واهتمام مطلق، خصوصا مع وجود تلك الطاقات الجبارة من ممثلين ومخرجين وصانعي أفلام حقيقيين. يبقى الاطلاع على تجربة العالم كله والاستفادة من دروس الآخرين الدرس الأهم، فلا جدوى من مطالعة الأعمال المحلية ومقارنتها إذا ما كنا نطمح حقيقة للتميز والتفرد، فتلك الصناعة تحتاج إلى الطيران والهبوط في كل مكان للملمة الأفكار، والاستعانة بالتجارب، وتركيب الشخصيات في مكانها الصحيح، وإنتاج ما يعبر عن الوعي المجتمعي الموجود حقيقة في هذا الوطن.
ومضة:
ما زلت أعتقد أن المهرجان سيفاجئنا في كل عام بتطور محمود يجعلنا في حالة تأهب لانتظاره بلهفة مطلقة عاما وراء عام.