لا أعلم مدة الساعات التي تنامونها يوميا، لكنني شخصيا لا أنام كثيرا، قد تكفيني 4 ساعات في كثير من الأيام للنوم، وتبدو أيامي سريعة جدا بين عمل وأسرة وأصدقاء وأمور طارئة، ويستحيل أن أتخيل نفسي وقد تنازلت عن أية “طلعة” ترفيه أو “وناسة” أمام الكم الهائل من المسؤوليات التي أعيشها يوميا، فذاك الجزء هو وقود طاقتي أمام باقي الأمور الحياتية كالعمل في السلك الأكاديمي والتدريس والشرح لساعات، بالإضافة إلى الأعمال الإدارية، ناهيك عن مسؤولية تدريس الأبناء ومراعاة احتياجاتهم وتربيتهم، وهو الجزء الأصعب في هذا العالم “المختل”، إن صح وصفي، تجاه كل الأحداث والمواد الإعلامية الموجهة للأطفال عبر الشاشات وشبكات الإنترنت وغيرها!
نحن لا ننام فعليا، فكم مرة سألت فيها صديقاتي عن نومهن وكانت الإجابات متفاوتة، لكن حتى صديقتي التي لا تعمل وتنام ساعات أكثر مما أفعل تقول إنها تستيقظ متعبة ومنهكة، وكأنما كانت في حرب ضروس أو سباق ماراثون! وقد سألت عددا من الأطباء عن أسباب الأرق التي باتت تضرب الكبير قبل الصغير، وكانت الإجابة أننا نتعرض إلى كثير من الضغوطات الحياتية التي لا تؤهلنا للخلود للنوم مبكرا أو الاستغراق في النوم العميق، ناهيك عن عدم تناولنا الطعام المتنوع الذي يوفر جميع المعادن والفيتامينات للجسد، بالإضافة إلى قلة التعرض لأشعة الشمس الضرورية للصحة العامة، ونتيجة ذلك كله بات الأرق شائعا في صفوف الكبار والصغار.
ومضة
لقد بات الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية والاهتمام أيضا بالطعام وأخذ القسط الكافي من النوم مطلبا حقيقيا لحياة متوازنة، وفي البحرين فتح عدد من الشباب البحريني مراكز صحية متخصصة لمساعدة الأشخاص على الاسترخاء والنوم بشكل صحيح، وعن نفسي عشت تجربة مذهلة منذ فترة قصيرة في مركز صحي متخصص للاسترخاء يقدم جلسات بأيدي فتيات خبيرات خريجات جامعات بحرينية عريقة، بالإضافة إلى الاستعانة بالخبرات الخارجية كتجربة الاسترخاء عن طريق الصوت وجلسات الماء والملح وأمور عدة. أتمنى من كل من لديه القدرة والاستطاعة أن يهتم بموضوع الراحة والنوم، حتى نستطيع أن ننتج بالشكل المطلوب منا في كل يوم.