إلى كل امرأة حملت في قلبها وعلى عاتقها رسالة مفادها أنها محاربة من الطراز الأول، إلى كل امرأة عانت من ألم العلاج الذي أنهك جسدها وخارت قواها بسببه، إلى كل فتاة وامرأة خسرت تاج جمالها إثر ما تمر به من ظروف استثنائية، وعلاج يفقدها صبغتها وشعرها، وينشر الوهن في سائر جسدها، تحية من قلوب محبة تنظر إليك بعين المروءة والشجاعة، لا العطف أو المسكنة، هكذا نراك دوما، أصيلة، جميلة، قوية، اختارك الرحمن وهو يعلم سبحانه أنك تستطيعين اجتياز هذا الامتحان الكبير بالصبر والاحتساب، وأود أن أقول إننا جميعا نراك كاملة زاهية باهية تفوحين عطرا وإن لم تتعطري، تنطقين جمالا دون مساحيق تجميل، تلمعين وسط الجموع بقوة حضورك، هكذا أنت وهكذا نراك يا وردة أكتوبر وكل شهور السنة.
إلى “وردات” البحرين والعرب والعالم، من عليكن الله بالصحة والسعادة، التوعية والوقاية خير من قنطار علاج، فلا ننسى أهمية حضور المناسبات والمحاضرات والورش التي تعلم أهمية الفحص الدوري وكيفية إجرائه في المنزل بالإضافة إلى المحافظة على الصحة النفسية والعقلية أمام جميع المتغيرات في هذه الدنيا التي باتت تعصف بالجميع وتضغط علينا، فنحن نعلم أنه ليس باليد حيلة سوى أنه قضاء مكتوب على كل محاربة سرطان، لكننا نسأل الله أن يمن علينا بالخير والسعادة والهناء ويبعد عنا شبح الأمراض، ويمتعنا بالصحة، والتي تلعب فيها النفسية دورا كبيرا، فيجب الاعتناء بالأحوال النفسية عن طريق التنفيس الدائم والاستماع إلى أفكارنا والتحدث عنها مع الآخرين، خصوصا أولئك المؤهلين لذلك، المرض فكرة وطاقة نستطيع أن نتجنبها بإذن الرحمن بإدخال البهجة والسعادة إلى قلوبنا والتمسك بأذكارنا والتعود على الاهتمام الحقيقي بصحتنا واستثمارنا فيها، حفظ الله “ورداتنا”، وشافاهن وأبدلهن بضحكات مرتسمة على الوجوه أمام أي ألم مررن به.
كاتبة وأكاديمية بحرينية*