العدد 5829
الأحد 29 سبتمبر 2024
هل بات الهدوء حلما؟
الأحد 29 سبتمبر 2024

يتوق الشارع العربي إلى حالة من الهدوء، ولا أعتقد أننا مؤهلون إلى مثل تلك الهدنة أو أية لمحات من الهدوء، خصوصا أن كل المؤشرات ترمي إلى أن الكيان سيمارس ضغوطا كبيرة وضربات قوية على لبنان، تحت عنوان التخلص من قيادات حزب الله! في عملية سيراها بمثابة عملية الإزالة أو الاقتلاع من الجذور! ولا يزال وضع النساء والأطفال ما يهمني في كل ذلك، فالآلة الإسرائيلية لم تشبع من دماء الأطفال بعد، ولن تشبع للأسف، أطياف وصور الأطفال وأشلاؤهم باتت تلاحق كثيرين منا حتى في مناماتهم، ولا ينم ذلك عن خوف أو ضعف، لكن عن حالة من القلق، أعترف أنها تنتابني أحيانا وأنا أقرأ المشهد إعلاميا وسياسيا، فلا رادع للماكينة العسكرية الإسرائيلية ولا صديق لها!
لا أعتقد أبدا أن لبنان المحطة الأخيرة فيما يحدث حاليا من أحداث جسيمة، بل أرى سوريا والعراق في موضع خطر محدق، وكلماتي هنا نابعة من قلب عربي لا علاقة له بدين أو طائفة، قلب يدمى كلما رأى وهنا ينتاب أي بلد من بلاد العرب وقد طمست معالمها جراء قصف أو حرب أو خيانة! الأطفال والنساء هم الأكثر حرقة لي في هذا المشهد، فأنا امرأة قبل أن أكون أما وفتاة، وقبل أن يسمح لي مجال الإعلام بالرصد والتحليل، واصطفاف الأحداث بذلك الشكل لا يبشر أبدا بالخير أو الراحة المطلقة في المنطقة، بل هو مقدمة لشر كبير، خيب الله ظني ولطف بنا! ونعود لنقطة الصفر لنسأل هل كان الكيان على علم حقيقة بخطة السابع من أكتوبر؟ هل كان طعما ومنزلقا للمنطقة وأعد له العدة والعتاد ليدخل في هكذا وضع يكلفه الكثير من الأسلحة والمال والجنود لعام كامل ويزيد عليه ليتوسع أكثر فأكثر؟ اللهم لطفك بالعباد.

*كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .