يستوقفني كثيرا - وأراه ملمحا جيدا - أن الكثير من المواطنين في الدول الغربية يقومون بأغلب أعمال المنزل بأيديهم، وقد تكثر تلك السمة لدى مواطني الولايات المتحدة الأميركية، فغالبا ما أراهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي يقلمون حدائقهم، ويبنون بيوتهم، ويصبغون أثاثهم وغيرها من الأمور التي أعتبرها وأنا وليدة بلاد العرب مهمات متخصصين يستطيعون القيام بها بشكل أفضل مني وأسرع إن احتجت لمثل تلك الخدمات في أي وقت!
والحقيقة أن وضع أي شخص يده بهمة عالية في أعمال منزله صفة حميدة تشكل ارتباطا أبديا بالمنزل وبيئته، وتنمي مهارات الأشخاص، وكذلك يستغل الوقت فيها بشكل جيد، وقد يبدو كل ما ذكرت بعيدا نوعا ما عن عنوان مقالي، لكن وبصراحة شديدة ينصب في صلبه، فقد اعتاد المواطن في أميركا أن يكون بطلا في محيطه من خلال ما يتم بثه في وسائل الإعلام وتصوير الأميركي على أنه البطل الذي يستطيع أن يفعل ما لا يستطيعه الآخرون، ويظهر ذلك من خلال مسلسلاتهم وأفلامهم وشخصياتهم الكرتونية، فهم يستطيعون من خلال أعمال الدراما والسينما والكارتون أن يظهروا أدوار البطولة المطلقة والمقدرة الفذة على صنع العجب العجاب! أما في بلادي العربية قاطبة فتجد أدوار البطولة في السينما والدراما والكارتون تقويضا صريحا للأحلام، وعددا كبيرا من المشاكل الصعبة، ودوائر كثيرة لا حصر لها، ناهيك عن الرومانسية التي لا توظف في مكانها الصحيح، فهل نستطيع يوما أن نخلق أفلاما ودراما وكارتون تصنع من نسج الخيال واقعا بطوليا لحياتنا، وترسخ في أذهاننا القدرة على صنع أي شيء وكل شيء في الحياة وبأيدينا دون الحاجة للمساعدة! دعونا نفكر فيها.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية