أتابع من منطلق الخبرة والاختصاص ما ينشر من مواد على شاشات التلفاز أو حتى قنوات التواصل الاجتماعي، من مواضيع ومقابلات وغيرها، وبعدد من اللغات، لا لشيء سوى بناء نظرة عامة عن ما يتم تقديمه حاليا في العالم من مواضيع إعلامية متخصصة أو عامة، واستوقفني عدد كبير من المحطات المهمة ذات الأسئلة الفذة، والتي إن دلت على شيء فهي تدل على انخفاض المستوى الثقافي الكبير للجمهور والمتابعين أيضا! فإحدى القنوات قابلت فتاة وعرفتها بأنها المرأة التي تزوجت بعمر 44 عاما، ولا أعلم لماذا تم اختصار حياة الفتاة بأسرها في إقبالها على الزواج في عمر 44، وتقديم ذلك على أنه إنجاز! قناة أخرى استضافت طبيبة وكان أحد الأسئلة “ليش ما تفكرين في الإنجاب؟”، ولا أعلم ماذا سيهمني أنا كمتابع أو مشاهد إن علمت الخطة الزوجية لتلك الطبيبة! أيضا، موقع تواصل اجتماعي نشر خبرا مفاده أن إحدى المطربات قامت بمتابعة فنانة مشهورة، وأيضا لا أعلم ما الهدف من قراءتي مثل ذلك الخبر!
قمت شخصيا بإلغاء متابعة عدد كبير من مواقع الأخبار حول العالم بسبب ما تقوم بنشره من أخبار، ولا أعلم ما هو ذلك المرض المستشري الذي أصاب المواقع والقنوات التلفزيونية البرامجية والإخبارية، وأصبح يرغمهم على نشر تلك الأخبار التي لا تحتوي على معايير الخبر التي يدرسها طالب سنة أولى في الإعلام أو حتى يتمرن عليها متدرب في أولى خطوات حياته الإعلامية. لقد دمر مصطلح “صحافة المواطن” مفاهيم الخبر، فبات لنشر كل شيء من قبل الجمهور من خلال صفحاتهم الخاصة تأثير كبير على الصحافة الحقيقة، وعلى نوعية الأسئلة وعلى القوالب الإخبارية من حيث المهم فالأهم فالأكثر أهمية أو العكس، كان الله في عون دارسي الإعلام والمتخصصين والمتمرسين، فهو وقت صعب للغاية يقلب الموازين إلى ما دون المستوى للتداول.

*كاتبة وأكاديمية بحرينية